نقل موقع Axios الأمريكي عن مصدرين مطلعين، أن وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكين، أخبر وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما، زوال اليوم، الجمعة، أن الرئيس جو بايدن “لن يتخلى عن الاعتراف بمغربية الصحراء” على الأقل في الوقت الحالي.
وأشار الموقع الأمريكي، أن الاعتراف بمغربية الصحراء، كان تكريسا علنيا لسياسة أمريكية استمرت لعقود فيما يتعلق بالمنطقة المتنازع عليها، وكان جزءً من صفقة أوسع تضمنت تجديد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وسلط موقع Axios الضوء على مخاوف الرباط من تراجع إدارة جو بايدن عن الاعتراف بمغربية الصحراء بمجرد توليه السلطة خلفا لدونالد ترامب، الذي أصدر مرسوما رئاسيا بعترف من خلاله بمغربية الصحراء ودعمه لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو أصبح قرارا رسميا تم نشره في السجل الفيدرالي الذي يعد بمثابة الجريدة الرسمية في الولايات المتحدة.
وأبرز الموقع الأمريكي أن إسرائيل عبّرت أكثر من مرة عن قلقها من عكس سياسة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والذي بإمكان مثل هذ القرار أن “يضر بعملية التطبيع مع المغرب”.
يأتي ذلك، في وقت عرفت فيه العلاقة بين الرباط وواشنطن نوعا من “الترقب” حيث لم يكن هناك أي اتصال تقريبًا بين إدارة بايدن والحكومة المغربية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الإدارة الجديدة، قبل أن يبدأ هذا الواقع في التحلحل خلال العشرة أيام الماضية، بعد أن تحدث منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكغورك، إلى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة وأعطاه الانطباع بأنه لن يكون هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة بشأن الصحراء، قبل أن تأتي مكالمة وزير الخارجية، توني بلينكن، لتؤكد ذلك.
وتأتي أهمية الموقف الأمريكي، بحكم أنه الأول لدولة غربية كبرى تملك حق الفيتو داخل مجلس الأمن، حيث إن الاعتراق الأمريكي بشكل صريح بمغربية الصحراء، يعد اختراقا كبيرا للديبلوماسية المغربية وسط تشعبات النفوذ المعقد داخل البيت الأبيض والمؤسسات الأمريكية.
وحسب المصدر ذاته، فإن القرار الذي أبلغه بلينكن لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، جاء بعد أن تم تداول ملف الصحراء على نطاق واسع من قبل كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، طيلة الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما أفرز قرار عدم التراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء من طرف إدارة بادين “على الأقل في الوقت الحالي”.