في هجوم سياسي لاذع، وجه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات حادة للحكومة الحالية، معتبرًا أنها تعيش حالة “تراجع متواصل” منذ توليها المسؤولية سنة 2021، في ظل ما وصفه بتضارب المصالح وتفشي الصفقات المشبوهة وتحزيب الإدارة العمومية.
وخلال عرضه للتقرير السياسي أمام أشغال المؤتمر الوطني التاسع للحزب، المنعقد اليوم السبت 26 أبريل 2025 ببوزنيقة، أشار ابن كيران إلى ما اعتبره تجاوزات خطيرة، من بينها استفادة رئيس الحكومة من صفقة تحلية مياه الدار البيضاء، وحصوله على دعم عمومي خارج إطار القانون، على حد تعبيره. كما توقف عند ملفات أخرى، أبرزها ما وصفه بالاختلالات في تدبير قضيتي الأغنام والأبقار، وغيرها من القطاعات الحيوية.
واعتبر الأمين العام أن الحكومة الحالية “فاشلة سياسيًا”، موضحًا أن السياسة لا تقتصر على توزيع المساعدات، بل تقوم على الإحساس الحقيقي بمشاكل المواطنين ومشاركة همومهم. وفي هذا الإطار، انتقد تقليص الدعم الموجه لفئات اجتماعية هشة، مثل النساء الأرامل، معبّرًا عن قلقه من تأثير هذه السياسات على النسيج الاجتماعي الوطني.
وفي حديثه عن قطاع التعليم، اعتبر ابن كيران أن سوء تدبير أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة يمثل نموذجًا إضافيًا للاختلالات الحكومية، إلى جانب ما وصفه بـ”هدر الزمن الدراسي”، محملًا الحكومة مسؤولية تراجع مستوى التعليم بالمغرب بسبب التمادي في سياسة “الفرنسة”، مما يثير، بحسب قوله، مخاوف جدية حول مستقبل البلاد.
وفي سياق آخر، لفت ابن كيران الانتباه إلى أن وزارة الداخلية لم تصرف الدعم المالي للمؤتمر الوطني التاسع لحزبه، معبرًا في الوقت ذاته عن تقديره العميق لمساهمة مناضلي الحزب في تمويل أشغال المؤتمر بشكل تطوعي.
وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن حزب العدالة والتنمية سيواصل أداء دوره الوطني رغم التحديات، إيمانًا منه بضرورة الإسهام في الحفاظ على قوة الدولة المغربية واستقلال قرارها، ومواصلة أداء رسالتها التاريخية داخل الفضاء العربي والإسلامي.