بعيدا عن التسويق الإعلامي، خلفت مبادرة والي جهة درعة تافيلالت بوشعاب يحضيه ردوداً إيجابية واستحسانا منقطع النظير فيما تحقق على يديه من إنجازات راهن من خلالها على تحقيق الاستدامة البيئية وتحويل رؤية توفير العمل الذي يحفظ الكرامة إلى حقيقة واقعة… هذا النهج المتكامل تجسد في الحديقة البيداغوجية التي برهن فيها للمجلس الجماعي السابق أن تحقيق التنمية المستدامة أمر ممكن من خلال استحضار المكونات والعناصر البيئية والاجتماعية والخصوصيات الواحية التي تزخر بها المنطقة. وهذا المكسب الكبير لمدينة الرشيدية هو درس لأولائك الذين نهجوا سياسة التعاطي بالاسلوب المزاجي في تدبير الشأن العام المحلي من داخل المجلس الجماعي السابق. الذي راكم حصيلة جمعت حزمة من الأزمات نتيجة لقرارات مرتجلة تتعارض في كثير منها مع مصالح المواطن الرشداوي، ملفوفة بشعارات البلوكاج والعرقلة. سرعان ما انكشف زيفها أمام حنكة وتبصر والي الجهة …
ويبقى ميلاد الحديقة البيداغوجية العلامة الأبرز على ذلك، والإبداع الفريد نظرا لتموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث جماعات ترابية مما سيحقق نهضة تنموية حقيقية كبرى انتصر فيها والي الجهة واستطاع من خلالها تحويل مدينة الرشيدية من مدينة مهمشة إلى مدينة إنسانية متحضرة… فتبصر الوالي وإنشاء الحديقة بهذا الموقع بالذات وبالقرب من مطار مولاي علي الشريف نقلة نوعية لتعميق ثقافة استحضار الوجه الحضاري للمدينة وتحويلها إلى محج سياحي خاصة وأنها تتسم بطابع سياحي واحي متميز وهذا ما يجعل القول بأنه ابتكار استراتيجي في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المدينة بتدبير من المجلس الجماعي الحالي و بتعاون مع والي الجهة الذي رسم خريطة طريق تستهدف تعظيم المجال الواحي والمقومات التي تزخر بها المنطقة …
هذا الابتكار من والي الجهة في حد ذاته يعتبر منهجية في ضرورة التخطيط والمشاركة التي راعى من خلالها إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص. ومركزا في استراتيجية إعداد هذا الفضاء أساسا على ثلاثة أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية كما أنه يحتوي التنمية المستدامة التي تغدي أبعادها التنمية الإقليمية المتوازنة. وهي درس في البحث عن السبل للاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتدعيم العدالة المجالية بما يخدم حقوق الأجيال الصاعدة في الاستفادة من التنوع الذي تزخر به الحديقة كما أنه تحفيز للإبداع والابتكار والافتخار والتنافس من أجل بناء مدينة حضارية بطابع واحي يبرز بعدها التاريخي والحضاري والثراء الثقافي الذي تتميز به المجالات الواحية…
الحديقة البيداغوجية مشروع ايكو ثقافي واحي متكامل يرى النور بمدينة الرشيدية
اترك تعليقا