الحدث بريس:جمال بوالحق.
ازدادت وضعية القطاع الصحي استفحالا في الآونة الأخيرة؛ نتيجة غياب الأدوية من المراكز الصحية المختلفة ، فالمرضى ومرتادو هذه المراكز لم تعُد معاناتهم مقتصرة فقط على تردي الخدمات الصحية وسوء تدبير هذا القطاع، بل انضاف إليه مشكل غياب الأدوية بشكل مخيف من جميع المستوصفات الصحية، منذ عدة أسابيع دون مراعاة لخصوصية المنطقة، التي تتوفر على علل مختلفة وأمراض متنوعة لها ارتباط في غالبيتها بتلوث الهواء؛ نتيجة الإفرازات المرتبطة بالمطرح العمومي والمستنقعات المكشوفة للواد الحار، التي تؤثت فضاء العديد من الدواوير خصوصا بالمجاطية ليتأكد من جديد على أن صحة السكان وجودة البيئة لا وجود لها في أجندة المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي.
وعبّرت العديد من الطاقات الفاعلة، عن تذمرها من غياب الأدوية، التي تتهاون الجهات المسؤولة في إحضارها بالشكل المطلوب، ممّا يُرغم المرضى على اقتنائها من الصيدليات العمومية، وهو أمر يُثقل كاهلهم بمصاريف إضافية، هم في غنى عنها، كما أن الوزارة الوصية لم تراعي للظروف الاجتماعية لأغلبية المرضى.
وقد دقّت هذه الفعاليات ناقوس الخطر؛ من جرّاء غياب الأدوية داخل المراكز الصحية بالإقليم، من غير أن يتدخل القائمون على تدبير منظومة الشأن المحلي . وأكد مصدر مهتم بالشأن الصحي والسياسي على المستوى الجهوي، على أنّ الوزارة هي المسؤولة عن هذا الخصاص، وهو أمر يفرض تشكيل تكتل نقابي صحي بهدف الدفاع عن المواطنين، وكشف الخروقات ،التي تطال القطاع سواء على المستوى الإقليمي أو الجهوي .
وارتباطا بنفس الموضوع فسكان المنطقة، مازالت معاناتهم مستمرة من جرّاء عدم تفعيل الخدمات الطبية المتواجدة بالمستشفى الإقليمي، على مستوى الخدمات الطبية المقدمة ، من طب عام ، وجراحة ، وولادة ، وطب للأطفال، فالجميع كانوا قد استبشروا خيرا بافتتاح هذا المرفق العمومي بتاريخ 18 غشت من سنة 2017م ، وكانوا يظنون بأن محنتهم مع التطبيب بمستشفيات خارج الإقليم ستتوقف بإنشاء هذا المستشفى بجوارهم، لكن ظنهم جانب الصواب وحلمهم الذي راودهم كثيرا بوجود مستشفى بالقرب منهم، يداويهم ، ويشفي عللهم ، لم يقدر له التفعيل؛ بسبب عدة صعوبات، ومشاكل مالية وقانونية، حالت دون الاستفادة من مختلف خدماته الطبية المتوفرة داخله، والتي لا تحتاج إلاَّ للتفعيل. ومازالت الأطر الطبية، تحيل الحالات المرضية على مستشفيات الدارالبيضاء، ممّا يتسبب في ضياع الوقت، وتعريض حياة المرضى للخطر.