الحدث بريس:عبد الغني لمرابط.
من رحم الإعاقة يولد الإبداع هذا خير مثال أبدأ به مقالي هذا والذي أبت أناملي أن تعرض عنه لما للموضوع من أهمية كبيرة خصوصا عندما نرى طاقات شابة تبدع وتمتع والأجمل أنها تحدت الإعاقة لتصنع لنا شيئا جميلا عجز عنه الأصحاء .
وللأسف الشديد أول ما تنطق كلمة ( معاق ) وبمجرد ذكر هذه العبارة ، تجعل الناس في حالة تعاطف وشفقة ينظرون إلى مواطن القصور والعجز لديه ويبقى السؤال هنا: لماذا لا ننظر إلى مواطن القوة والإبداع والموهبة لدى هذا الإنسان المبتلى والصابر والذي يتحدى أي قصور فيه وهذا ما لمسته اليوم خلال زيارتي لمعرض الفنون التشكيلية للشاب محمد عمراوي المعاق حركيا .
يعاني محمد عمراوي المنحدر من مدينة الرشيدية من إعاقة حركية وحسية، بسببها حالت دون ولوجه إلى أقسام الدراسة، لكن عزيمته وإصراره في إثبات ذاته حيث كانت إعاقته أكبر محفز لها، اختار دخول غمار التحدي بعصامية، وفضل الريشة والألوان بيت له حيث يفرغ جميع همومه، ويتخذهما أداة للتواصل مع المجتمع وإيصال بعض الرسائل عن طريق لوحاته الرائعة .
وافتتح محمد عمراوي معرضه يوم الجمعة 18 أكتوبر 2019 إلى غاية الأحد 20 أكتوبر من تنظيم وإشراف جمعية أصدقاء ذوي الإحتياجات الخاصة تحت رئاسة المتألقة والطموحة حفيظة…وقد حضر هذا الافتتاح عدد محترم من شباب المدينة والمجتمع المدني ومسؤولي السلطات المحلية .
ولا تفوتني الفرصة في هذا المقال أن أقدم وأناشد في ظل مبدأ توجيهي ينادي بجعل ذوي الاحتياجات الخاصة أناسا طبيعيين وهو إتجاه إجتماعي يهدف إلى إتاحة الفرصة أمامهم للحياة مثل الأفراد العاديين وهذا يتطلب إعطائهم الفرصة ومساواتهم في الحقوق وجعل الظروف المحيطة بهم ميسرة لأن قضية الإعاقة ليست قضية فردية بل هي قضية مجتمع وتحتاج إلى استنفار تام من جميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة للتقليل من آثار الإعاقة السلبية فهم فئة ثمينة وغالية جدا.