الحدث بريس _ المختار العيرج
في بادرة استحسنها الجميع، نظمت شبكة الجمعيات التنموية بواحة زيز مدغرة ورشة هامة حول علف الماشية يوم الأحد 11 أبريل 2021 بمقر تعاونية المجد بقصر أسرير .
إن هذا النشاط الذي تم بدعم من قطاع البيئة بوزارة الطاقة و المعادن و البيئة يسعى إلى استغلال نفايات معاصر الزيتون لتحويلها إلى علف للبهائم، و ظلت هذه النفايات تشكل نقط بيئية سوداء بمحيط معاصر الزيتون التي تناثرت في محيط مدينة الرشيدية وجماعة مدغرة، فكان نشاط هذه الشبكة منصبا حول آليات و طرق تحويلها لما يفيد البيئة والساكنة عموما، ولقد سبق لها أن نظمت ورشة مماثلة لتحويل هذه النفايات لوقود للحمامات العمومية ولتحل محل حطب التدفئة الذي يقتات على الأشجار ويهدد من ثمة غابات الواحة و الأشجار بصفة عامة وهاهي اليوم منشغلة بهذه النفايات لتجعل منها هذه المرة علفا للبهائم عوض أن تظل ملقاة على الأرض مسممة للتربة والجو والهواء والمياه الجوفية .
إن فكرة تحويل نفايات معاصر الزيتون لعلف وحطب وغير ذلك من شأنه أن يساهم بقسط وافر في الحد من البطالة التي تنتشر بكثرة في الواحات لاسيما بعد سنوات الجفاف المتعاقبة، كما يمكنه أن يحول المنطقة لمصدرة للعلف عوض مستوردة له من جهات أخرى، كما أن العلف المزمع إنتاجه من مخلفات الزيتون هو مادة علفية طبيعية مائة بالمائة ستساهم في توفير لحوم ذات جودة عالية و حائزة على علامة « بيو » .
النقاش في نهاية العروض القيمة كان متشعبا و انصب على العوائق و الصعوبات التي تعترض المشاريع المواطنة لشبكة الجمعيات التنموية بواحة زيز مدغرة بالرشيدية، ففي غياب ادارات معنية محتضنة و مشجعة لهذه الأوراش سيبقى كل شيء مجرد أفكار طوباوية وأحلام جميلة، وسيظل الفلاح في جماعة مدغرة يكتوي بنار غلاء الأعلاف وستظل البهائم هي الأخرى تعاني من نقص في التغذية ويصبح عندئذ تثمين المنتوج الفلاحي أمنية بعيدة المنال .
وفي تصريح لموقع الحدث بريس طالب الفاعل الجمعوي و المستشار بجماعة مدغرة حميد الحسناوي بدعم هذا العمل الجبار الذي « يستلزم تعبئة امكانيات مجموعة من الشركاء، وتكاثف الارادات لما فيه خير البلاد والعباد »، معددا مزايا المشروع البيئية التي قد تساهم إلى جانب ما ذكر في حل معضلة محطة المياه العادمة عبر توظيفها بعد توفير الشروط اللازمة لري مساحات من الأشجار والنباتات التي تدخل في مركبات هذا النوع من العلف .