الحدث بريس:الحسن ساعو.
أوضح السيد عبد الرحيم بلخياط الزوكاري المدير الجهوي للصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي بفاس أن قطاع الصناعة التقليدية بكل تجلياتها الرفيعة المستوى من جمالية ورقي وإتقان ودقة وتنوع وجودة وتفرد يجسد التراث الحضاري اللامادي، يعتز به وطنيا ودوليا، إضافة إلى كون القطاع من أعرق وأقوى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الفاعلة التي تعاقبتها الأجيال، مكرسة بذلك كيانها بكل ثقله ومتحدية الصعوبات والإكراهات التي تفرضها السوق العالمية في ظل العولمة والمنافسة الحرة.
وأكد السيد عبد الرحيم بلخياط خلال محاضرته تحت عنوان البنيات التحتية لقطاع المعادن الحي الحرفي عين النقبي كنموذج بالمعرض الوطني للمعادن بفاس يوم الاربعاء 6 مارس 2019 أنه انطلاقا من الرعاية المولوية الفائقة والموصولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لهذا القطاع والاهتمام الكبير الموجه له من طرف الوزارة الوصية من خلال استراتيجيتها وبرامجها الرامية للرفع من وثيرة نموه، اعتبارا لأهميته في تطوير النسيج السوسيو اقتصادي لبلادنا ولجسامة التحديات التي يتعين رفعها لتثمينه تم تأهيل وتوفير بنيات تحتية من جيل جديد.
و يرتكز التصور الجديد لهذه البنيات التحتية على تعزيز وتكثيف التقاطع بين قطاع الصناعة التقليدية والسياحة وتنمية المؤهلات الثقافية والتاريخية والمعمارية من خلال تحسين فضاءات الإنتاج والتسويق مع الزيادة في مساحات المبادلات والاتصال بالسياح والمشترين الوطنيين وإدخال طرق تسيير وتدبير عصرية تمكنها من الارتقاء إلى فضاءات تمزج بين الجاذبية والمردودية.
وأبرز السيد بلخياط أن مشروع إحداث وتثمين منطقة الأنشطة الحرفية للنحاسيات بعين النقبي يندرج في إطار برنامج ترحيل الأنشطة الملوثة خارج أسوار المدينة العتيقة لفاس وهو ثمرة لقاءات تواصلية واجتماعات تشاورية بين كافة المتدخلين من وزارة وصية وسلطات محلية ومنتخبين ومصالح خارجية وممثلي المهنيين المعنيين.
واعتبر السيد المدير الجهوي للصناعة التقليدية أن مشروع الحي الحرفي عين النقبي للصفارين يهدف إلى إنقاذ الرصيد العمراني والتاريخي للمدينة العتيقة وحماية نهر سبو من التلوث وإعادة هيكلة وتنظيم قطاع الصفارين وتحديثه ورفع جودة منتوجاته، إضافة للرفع من الإنتاجية ووثيرة الاستثمار والتشغيل ودخل المستفيدين وتحسين الظروف الصحية والإركونومية للعمل .
وذكر السيد عبد الرحيم بلخياط بتاريخ الانطلاقة للمشروع من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده خلال شهر شتنبر 2004 ، وبالزيارة الملكية الميمونة للمشروع سنة 2013، حيث تفضل جلالته بتسليم مفاتيح الوحدات المنجزة في إطار هيأة تحدي الألفية لأصحابها وتفقد وثيرة إنجاز هذا المشروع.
واعتبر السيد عبد الرحيم بلخياط أن أهمية هذا المشروع، تتجلى في تحسين ظروف عمل الصناع التقليديين وتمكين المستفيدين من تطوير المنتوجات النحاسية على مستوى الإبداع والابتكار، وبالتالي الرفع من مستوى الإقبال على هذه المنتوجات وطنيا ودوليا.
وبهذه المناسبة أكد السيد المدير الجهوي للصناعة التقليدية بفاس أن المنتوجات المعروضة بأروقة المعرض الوطني للمعادن جعلت منه متحفا حيا لقطاع المعادن يمزج بين الماضي والحاضر ويضمن استدامته من طرف الأجيال القادمة كما اعتبر أيضا أن الحي الحرفي عين النقبي يبقى نموذجا يحتدى به لإنجاز أحياء حرفية متخصصة بمدينة فاس حيث أن نتائجه تبرز من خلال هذا المعرض الوطني الذي يضم عدة وحدات تشتغل بهذا الحي.