شهدت بطولة دوري أبطال أوروبا هذا العام تحوّلاً جذريًا في نظامها، حيث تم اعتماد صيغة جديدة تجمع الفرق في مجموعة واحدة بدلًا من المجموعات التقليدية. هذا التغيير قلب حسابات ومعايير البطولة في أذهان الجماهير والفرق المشاركة، مما أضاف مزيدًا من التحدي والتعقيد على منافسات البطولة الأكثر شهرة في القارة الأوروبية.
وفقًا للنظام الجديد، تتأهل الفرق الثمانية الأولى مباشرة إلى دور الـ16، بينما تخوض الفرق المصنفة من المركز 9 إلى 24 مواجهات إقصائية للتنافس على باقي مقاعد الدور ذاته. أما الفرق التي تحتل المراكز من 25 فما فوق فسيتم استبعادها من جميع المسابقات الأوروبية.
عدد النقاط اللازمة للتأهل
لمعرفة عدد النقاط التي يحتاجها كل فريق للتقدم إلى الأدوار التالية، قامت شركة الإحصاءات “Opta” بمحاكاة النظام الجديد للتنبؤ باحتمالات التأهل وفقًا لعدد النقاط التي تحصدها الفرق.
بالنسبة للمراكز الثمانية الأولى التي تضمن التأهل المباشر، تشير التقارير إلى أنه يجب على الفرق الحصول على ما بين 14 و18 نقطة. ووفقًا لمحاكاة “Opta”، فإن حصد 16 نقطة يعد كافيًا للتواجد في المراكز الثمانية الأولى بنسبة 98%. ما يعني أن خمسة انتصارات وتعادل واحد من أصل ثماني مباريات ستكون كافية في معظم الحالات.
في حين أن 15 نقطة تعطي الفريق فرصة بنسبة 73% للتواجد ضمن هذه المراكز المتقدمة، وهو ما يعادل الفوز بخمس مباريات من أصل ثمانية. أما الفرق التي تحصد 14 نقطة، فستنخفض فرصها للتأهل المباشر إلى 28% فقط، وفقًا للإحصاءات.
النقاط المطلوبة لضمان التواجد في المراكز الـ24 الأولى
أما بخصوص الفرق التي ترغب في ضمان مقعدها ضمن المراكز الـ24 الأولى والمشاركة في مرحلة الإقصائيات، فيتوقع أن تحتاج بين 7 و11 نقطة. الفرق التي تحصل على 10 نقاط سيكون لديها فرصة بنسبة 99% للتأهل، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 69% للفرق التي تمتلك 9 نقاط، و18% فقط للفرق التي تجمع 8 نقاط.
في هذه الحالة، سيكون فارق الأهداف عاملاً حاسمًا في تحديد هوية المتأهلين، حيث سيُستخدم فارق الأهداف كمعيار أول في حال تساوي الفرق في النقاط.
التحديات الجديدة والفرص
يأتي هذا النظام الجديد ليضيف أبعادًا تكتيكية جديدة في حسابات الفرق والمدربين، حيث أصبح من الضروري الآن تحقيق التوازن بين جمع النقاط وتعزيز فارق الأهداف. هذا التحول من شأنه أن يزيد من إثارة البطولة ويجعل المنافسة على المراكز المؤهلة أكثر شراسة، خاصة في ظل تقارب مستويات الفرق الأوروبية.
الأمر المؤكد أن الجماهير تنتظر بفارغ الصبر رؤية كيف ستتكيف الأندية الكبرى مع هذه التحديات الجديدة، وكيف ستؤثر هذه التغييرات في صناعة مجد أوروبي جديد.