عبّرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري عن استيائها من الظاهرة المتزايدة للتراكم الإشهاري في القنوات التلفزيونية والإذاعية خلال شهر رمضان، محذرة من تداعياتها السلبية على الجمهور وصورة الإعلام الوطني. وفي بيان لها، أكدت الهيئة أن الشبكات الإعلامية شهدت خلال هذا الشهر تزايدًا غير مسبوق في حجم الإعلانات، خاصة خلال ساعات الذروة التي تشهد أعلى نسب المشاهدة، مشيرة إلى أن هذا التزايد يضرّ بالتجربة المشاهدة للمواطنين، ويؤثر سلبًا على مصداقية وسائل الإعلام.
ورغم أن شهر رمضان يعد موسمًا مهمًا للإعلانات التجارية، فإن الهيئة شددت على أن هذه الاستثمارات الإشهارية يجب أن تتم بشكل لا يتجاوز المصلحة العامة. وأعربت الهيئة عن قلقها بشأن التأثيرات السلبية التي قد تلحق بالفئات الضعيفة، خاصة الأطفال والناشئة، الذين يتأثرون بشكل كبير بهذا النوع من المحتوى الإعلاني.
كما تلقت الهيئة العديد من الشكاوى من مواطنين وجمعيات تطالب بتحديد بعض الممارسات غير المقبولة، مثل الإشهار غير المعلن عنه أو المزج بين المحتوى الإعلامي والرسائل الإعلانية. وهو ما يهدد الشفافية والمصداقية التي يجب أن تتمتع بها وسائل الإعلام، وفق ما أكدت الهيئة في بيانها.
في هذا السياق، شددت الهيئة على ضرورة تعزيز آليات الرقابة الذاتية لدى المتعهّدين في القطاع الإعلامي، مع التأكيد على أن معالجة أزمة المصداقية التحريرية تتجاوز التدخل الرقابي المباشر. وأشارت إلى أن الأمر يتطلب اعتماد نماذج إشهارية مبتكرة تحترم أخلاقيات المهنة، وتحافظ على استقلالية وسائل الإعلام، مع ضمان التوازن بين مصلحة المعلنين ومصالح الجمهور.
وفي ختام بيانها، دعت الهيئة إلى إرساء نموذج اقتصادي مستدام يعزز سيادة الإعلام الوطني ويحافظ على هويته الثقافية، خاصة في ظل التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الإعلامي العالمي. كما شددت على أهمية أن يكون للإعلام الوطني دور محوري في المحافظة على القيم والمبادئ التي تميز المجتمع.