سجلت العملة المشفرة “بتكوين” قفزة لافتة في قيمتها، بعدما تخطت حاجز 102 ألف دولار، للمرة الأولى منذ يناير الماضي، ما يضعها على مسار استعادة ذروتها التاريخية البالغة 109.350 ألف دولار، والتي حققتها يوم 20 يناير، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
هذا التزامن الزمني أعاد إلى الواجهة النقاش حول العلاقة بين التحولات السياسية في أمريكا وأداء الأصول الرقمية، خاصة في ظل الخطاب المؤيد للأسواق والانفتاح المالي الذي يتبناه ترامب، والذي يراه بعض المستثمرين محفزًا غير مباشر لتوسع سوق العملات المشفرة.
ويأتي هذا الارتفاع في سياق موجة تفاؤل اجتاحت أسواق العملات الرقمية، مدفوعة بتزايد الطلب المؤسسي وتحسن معنويات المستثمرين عقب مؤشرات اقتصادية أمريكية مشجعة، وتوقعات بتخفيف السياسات النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
كما ساهمت التوترات الجيوسياسية وتذبذب أسواق الأسهم في تعزيز جاذبية “بتكوين” كملاذ استثماري غير تقليدي.
وفي هذا السياق، قال محمد الأشقر، المحلل في شركة “كريبتو فيجن” للاستشارات المالية: “عودة ترامب إلى الواجهة تثير توقعات بتغيرات عميقة في السياسة الاقتصادية الأمريكية، بما في ذلك التوجه نحو تقليص الضوابط على الأسواق. هذا المناخ يصب في مصلحة الأصول الرقمية التي تبحث عن بيئة أكثر تحررًا من الرقابة.”
ويرى محللون أن استعادة “بتكوين” لمستويات ما فوق 100 ألف دولار تعكس ثقة متجددة في مستقبل الأصول الرقمية، رغم التذبذبات الحادة التي طبعت مسارها في الأشهر الأخيرة. ومع اقترابها من قمتها السابقة، يترقب المستثمرون إشارات جديدة قد تحدد ما إذا كانت العملة الرقمية تتجه نحو تسجيل أرقام قياسية جديدة، أم أنها بصدد اختبار مقاومات تقنية ونفسية مهمة.