في ضربة جديدة للدبلوماسية الجزائرية، فشل أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري، في إقناع بوروندي بالعدول عن قرارها السيادي بفتح قنصلية في مدينة العيون بالصحراء المغربية.
وأفادت مصادر مطلعة أن النظام الجزائري أوفد عطاف إلى بوروندي في محاولة لممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية، إلا أن هذه المهمة انتهت بالفشل الذريع، ليعكس بذلك محدودية نفوذ الجزائر على الساحة الإفريقية.
ويرى مراقبون أن بوروندي، المعروفة بمواقفها المستقلة، رفضت أي محاولات ترهيب أو إغراء، مؤكدة أن قرارها بفتح القنصلية يُعتبر خطوة سيادية ودعماً واضحاً لمغربية الصحراء ووحدة الأراضي المغربية.
ويُظهر هذا الإخفاق، بحسب المراقبين، هشاشة ما يُعرف بـ”القوة الناعمة” الجزائرية التي أصبحت عاجزة عن التأثير خارج دائرة حلفائها التقليديين، الذين يرتبطون بها بمصالح مالية وسياسية ضيقة.
في المقابل، تُواصل الدبلوماسية المغربية تحقيق نجاحات ملموسة على الساحة الإفريقية والدولية، مستندة إلى سياسة الاحترام المتبادل والحجج التاريخية والقانونية الراسخة، وهو ما يُعزز مكانة المغرب ويُكسبه دعماً متزايداً من المجتمع الدولي.
ويُسلط موقف بوروندي الأخير الضوء على حالة العزلة المتنامية التي تواجهها الجزائر في المحافل الدولية، في وقت يُعزز فيه المغرب شبكة حلفائه الإقليميين والدوليين بفضل سياساته الدبلوماسية الفعّالة والمتوازنة.