قلعة مكونة، التي تزهو بملتقاها الشهير للورد العطري، تستضيف سنويًا مهرجانًا يتوج الوردة في أبهى حللها. إلا أن هذه السنة، في دورته التاسعة والخمسين، يقف المراقبون مذهولين أمام سياسة التدبير المادي المتبعة. تطرح الأموال الضخمة المستنزفة في إجراءات لوجستية عابرة أسئلة الحكامة في التدبير الترابي.
بكلمات رشيد اغازاف الصادقة والجريئة، الناشط المحلي المعروف، يُطرح على بساط البحث موضوع رئيسي: كيف لنا أن نحول مجرى التصرفات الاقتصادية لتعود بالنفع على الأهالي والمنتجين بدلاً من إنفاقها على موارد مؤقتة كالخيام التي تُستعمل لمدة ثلاثة أيام فحسب؟
نُطالب اليوم بأن يكون الملتقى مثالًا للتدبير الفعّال، نسعى نحو استثمار الميزانية بما يعود بالفائدة على التعاونيات، المحرك الأساسي للإقتصاد المحلي والثقافي في المنطقة. كما نؤكد على ضرورة توفير فضاءات العرض التي من شأنها منح الفرصة لجميع التعاونيات، دون استثناء، لعرض منتجاتها وصناعاتها بكل عدل ومساواة.
إن إدارة ميزانية ملتقى الورد بحكمة، مع الابتعاد عن السياسات التمييزية والاعتماد على المقاربة التشاركية تجاه التعاونيات، تعتبر خطوة أساسية لتحقيق النمو الشامل والمستدام.
لنجعل من ملتقى الورد العطري المعلم الذي يُتغنى به، معلمًا يُشاد به ليس فقط لجمال ورياحينه، بل لسياسته التي تُحتذي حذو الحكامة الجيدة. إنها دعوة لنبذ الإسراف وتعزيز الاقتصاد التشاركي، لنصنع معًا تنمية تليق بقلعة مكونة وتستحقها.