في تطور مثير، تعرض معرض لسيارات تسلا في ولاية أوريغون الأمريكية لإطلاق نار يوم الخميس، ليكون هذا الحادث هو الثاني خلال أسبوع واحد. رغم عدم وقوع إصابات بشرية، إلا أن الهجوم أسفر عن أضرار بالغة في السيارات المعروضة بالموقع، ما يعكس تصاعد حالة من العنف والتخريب التي طالت معارض تسلا في مناطق أخرى من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.
تأتي هذه الحوادث في وقت تشهد فيه الشركة الأمريكية المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية موجة من الاحتجاجات والأعمال التخريبية ضدها، حيث تم تدمير شاحنات “سايبرتركس” في ولاية واشنطن جراء حريق متعمد، بينما تعرضت سيارات تسلا للرش بعبارات مسيئة في ضواحي سياتل. تلك الحوادث لا تعكس فقط الغضب الشعبي ضد الشركة، بل تزايد الاحتقان السياسي والاجتماعي الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بشخصية إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا.
إيلون ماسك، الذي يشغل أيضًا دورًا استشاريًا في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان قد أثار ردود فعل متباينة بسبب مواقفه السياسية. بينما ينظر البعض إليه كداعم للابتكار في القطاع الخاص، يعارضه آخرون بسبب تقليص حجم الحكومة الفيدرالية والسياسات المثيرة للجدل التي يدعمها. بعض تلك الاحتجاجات قد تكون مدفوعة بموقف ماسك السياسي، وهو ما يفسر اندلاع العنف في المعارض التي تبيع سياراته.
التصعيد في الحوادث العنيفة ضد تسلا يعكس عمق الانقسام السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، حيث باتت الشركات الكبرى والشخصيات المؤثرة في مجال التكنولوجيا مثل ماسك في دائرة الضوء بشكل متزايد. ولا يبدو أن هذا النزاع سيشهد أي تهدئة في المستقبل القريب، في ظل الاستقطاب الكبير الذي يشهده المجتمع الأمريكي. في الوقت ذاته، يبقى أن نرى كيف ستتعامل تسلا مع هذه التحديات المتزايدة التي تهدد سمعتها وتزيد من تعقيد بيئة الأعمال في البلاد.
وسط هذا المناخ المتوتر، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لشركة تسلا، التي ربما تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية موظفيها وعملائها، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من أن تأثيرات هذه الحوادث قد تمتد إلى مستويات أعلى من التأثير على سمعتها في السوق الأمريكية والدولية.