تمكن حزب التجمع الوطني للأحرار، بشكل رسمي، من حسم نتائج الإنتخابات الجزئية الخاصة بدائرة المحيط بمدينة الرباط، بعدما حل في المرتبة الأولى عن طريق مرشحه سعد بنمبارك بواقع 48,36 في المائة من الأصوات.
و إستطاع حزب التجمع الوطني للأحرار، بحسب نتائج عملية فرز 99 في المائة من الأصوات التي كشف عنها يونس الخويلدي، رئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية الرباط، هذه الليلة، المحافظة على مقعده النيابي عن الدائرة الإنتخابية المحيط.
و تمكن حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية من الحلول في المرتبة الثانية بعدما ظفر مرشحه ياسين التونارتي بنسبة 28,06 من الأصوات، متبوعا بحزب العدالة و التنمية الذي إستطاع مرشحه عبد الصمد أبو زاهير نيل 14,92 في المائة من الأصوات، في حين حل مرشح فيدرالية اليسار، فاروق مهداوي، في المرتبة الرابعة بعدما إكتفى بنسبة 8,06 في المائة من الأصوات.
وفقا للنتائج ذاتها دائما، بلغ عدد المسجلين في اللائحة الإنتحابية برسم هذه الإنتخابات الجزئية 179 ألفا و 36 ناخبا، فيما بلغ عدد المصوتين 11 ألفا و 650، بينما بلغ عدد الأصوات المعبر عنها 9 آلاف و 687 صوتا، مقابل 1963 ورقة ملغاة، في حين إستقرت نسبة المشاركة في حدود 6,51 في المائة.
بهذه النتائج، يكون حزب التجمع الوطني للأحرار قد إستطاع الحفاظ على مقعده النيابي الخاص بدائرة المحيط بالرباط، الذي كان يشغله عضوه عبد الرحيم واسلم قبل تجريده منه منذ أزيد من شهرين بموجب قرار للمحكمة الدستورية بناء على حكم قضائي يخص معاملات مالية، مما جعل وزارة الداخلية تحتكم إلى إنتخابات جزئية تقدم لها 4 مرشحين.
جدير بالذكر كذلك أن هذه الإنتخابات الجزئية ظلت في صلب تركيز عدد من الأحزاب، سواء من الأغلبية أو المعارضة، حيث واجه خلالها حزب التجمع الوطني للأحرار ثلاثة أحزاب من المعارضة : فيها الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، حزب العدالة و التنمية و حزب فيدرالية اليسار.
و بدا واضحا أن حزبي الأصالة و المعاصرة و الإستقلال فتحا الباب أمام حزب “الأحرار” من أجل محاولة إستعادة مقعده النيابي المسجل سابقا بإسم عضوه عبد الرحيم واسلم، و ذلك بعدم تقديمهما لأي مرشح، و هو ما تمت قراءته بأنه “دعم ضمني للحزب و إلتزام بمضمون التوافق بين الأحزاب الثلاثة على مستوى الحكومة و البرلمان و كذا الجماعات المحلية”.
و عادة ما تشهد دائرة المحيط بمدينة الرباط تنافسا قويا خلال الإنتخابات التشريعية، بالنظر أولا إلى ثقلها السياسي و التاريخي، و كذلك إعتبارا لكونها تعرف مشاركة عدد كبير من الأحزاب و عدد من القيادات السياسية البارزة داخل مختلف الأحزاب.
و تمثل هذه الدائرة الإنتخابية عادة 4 مقاعد نيابية بمجلس النواب، تنافس عليها حوالي 19 حزبا خلال الإنتخابات التشريعية لثامن شتنبر 2021، و فاز بها وقتها عبد الرحيم واسلم عن حزب التجمع الوطني للأحرار بواقع 14 ألف صوت، تلاه المهدي بنسعيد (وزير الثقافة حاليا) بواقع 7 آلاف صوت، متبوعا بكل من عبد الإله البوزيدي عن حزب الإستقلال، و نبيل الدخش عن حزب الحركة الشعبية، بواقع 4 آلاف صوت لكل واحد منهما.
الإنتخابات التشريعية على مستوى هذه الدائرة الانتخابية عرفت كذلك هزيمة بعض القادة السياسيين البارزين، منهم سعد الدين العثماني عن حزب العدالة و التنمية، و محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم و الإشتراكية.