تعتبر تقنية جديدة قادرة على توثيق موقع ووقت ولادة صغار أسماك القرش عن بُعد “الكأس المقدسة” التى يمكن أن تساعد فى الحفاظ على سلالات اسماك القرش، حيث أن ثلاثة أرباع أنواع أسماك القرش معرضة لخطر الانقراض ويقتل ما يصل إلى 73 مليون سمكة قرش كل عام بسبب زعانفها.
تتمتع أسماك القرش بفترة حمل طويلة، وتلد أعدادًا منخفضة من الجراء التى تنضج فى سن متأخرة، وكل ذلك يجعل حماية الأعداد أكثر صعوبة، علاوة على ذلك، فإن موطنهم معرض للخطر والعديد من مناطق الولادة المفضلة لديهم لم تعد آمنة.
لذلك قام اثنان من علماء البيئة البحرية، البروفيسور جيمس سوليكوفسكى، من جامعة ولاية أريزونا والدكتور نيل هامرشلاغ من جامعة ميامي، بتطوير جهاز لتتبع مكان ولادة أسماك القرش.
قال البروفيسور سوليكوفسكى: “إذا لم يكن لدى أسماك القرش الأم هذا الموطن المناسب، فلن يتمكن أطفالها من النمو، وإذا لم يكبر الأطفال، فلن يكون لدينا المزيد من أسماك القرش، وسينهار حرفيًا النظام البيئى للمحيط”.
وأضاف: “هذه التكنولوجيا الجديدة المعتمدة على الأقمار الصناعية ستكون ذات قيمة خاصة لحماية أنواع أسماك القرش المهددة والمهددة بالانقراض، حيث تكون حماية الجراء وأماكن الحضانة من أولويات الحفظ، ولقد حاولنا القيام بذلك منذ أن بدأنا في دراسة أسماك القرش”.
تم استخدام التكنولوجيا الجديدة، الموصوفة فى مجلة Science Advances، على أسماك القرش الرملية، ورأس المطرقة الصدفي، وسمك القرش النمر، وجميعها من الأنواع المتنقلة للغاية.
يُطلق على علامة الأقمار الصناعية داخل الرحم علامات تنبيه الولادة (BAT) ويجب إدخالها في سمكة القرش الحامل، ويظهر الجهاز على شكل بيضة، بطول بوصتين وعرض بوصة واحدة مع الجراء عند ولادة القرش، ويطفو على السطح ويتحول إلى وضع الإرسال لإرسال رسائل تعلن عن وقت ومكان الولادة.
حيث كان يُفترض ذات مرة أن أسماك القرش الرملية تلد في الداخل، فقد تعلم العلماء أنهم يشعرون براحة أكبر فى وجود صغارهم فى حطام السفن المهجورة فى قاع المحيط، وفقاً لصحيفة “مترو”.
قال البروفيسور سوليكوفسكى: “بالنسبة لمعظم أنواع أسماك القرش، ليس لدينا أي فكرة عن مكان الولادة أو إلى أي مدى يجب أن يسافروا إلى الموائل الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، لقد عانينا من كل أنواع الفشل التي يمكن أن تحدث، كان لدينا عطل في البطارية، وكانت لدينا إخفاقات في البرامج الثابتة، وتعطل الهوائي .. شعرت بالرغبة في الاستسلام عدة مرات، ولكن بفضل مؤلفي المشارك، الدكتور نيل هامرشلاغ، واصلنا المضي قدمًا ولم نستسلم بصراحة، من المذهل أن نبتكر تقنية ستحدث ثورة في الطريقة التي ندرس بها أسماك القرش”.
ولعل الهدف فى النهاية هو استخدام الجهاز في جميع أنحاء العالم لتحديد المناطق المهمة لأسماك القرش ومعرفة كيفية حمايتها.