الحدث بريس : يوسف الرامش. /وادي زم
في 20 غشت 1953 تم نفي الملك محمد الخامس الى خارج الوطن من طرف المستعمر الفرنسي ، هذه الحادثة خلفت اثرا كبيرا في نفسية الوادزاميين والمغاربة عامة .
وكانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ مدينة وادي زم. ففي يوم السبت العشرين من غشت من سنة 1955 اي بعد مرور سنتين بالضبط ، كل شيء كان هادئا بوادي زم ، عكس ابي الجعد مما ادى الى طلب تعزيزات اليها من وادي زم وقصبة تادلة .
هذه الوضعية شجعت سكان مناطق السماعلة وبني سمير وبني خيران من التجمع في وادي زم على الرعم من محاولات الفرنسيين منع حدوث ذلك . في زنقة سوق الاثنين تجمع سكان وادي زم مع المقاومين للتظاهر ضد المستعمر الفرنسي ، بالمقابل المسؤول الاعلى الفرنسي اعطى الاوامر لاستعمال الاسلحة وقتل كل متظاهر ، العديد من السكان استشهدوا في مجزرة للقوات الفرنسية بحق المتظاهرين من ابناء وادي زم.
الثورة الكبرى لوادي زم انطلقت …
تم محاصرة المدينة من طرف الثوار ، جميع مداخل ومخارج المدينة اقفلت وخطوط الهاتف ووسائل الاتصال قطعت . وانطلقت المواجهات بين الثوار والقوات الفرنسية على نطاق واسع وتم استعمال جميع الاسلحة المتاحة النارية والبيضاء .
الثوار احرقوا المطاحن المعروفة بمطاحن ليندا وقاموا بتطويق مقر القيادة المحلية واجتاحوا مستشفى المدينة وتم قتل كل الفرنسيين هناك .
بالمقابل فالتعزيزات العسكرية الفرنسية انطلقت من فاس وتادلة الى وادي زم على وجه السرعة منها 35 شاحنة و40 سيارة جيب مجهزة بالرشاشات اضافة الى طائرات عسكرية قدمت من القاعدة العسكرية بمكناس.
جميع هذه التعزيزات العسكرية كانت غير قادرة على التحكم بالمدينة وتهدئة الثوار ، خصوصا بعد اندلاع الثورة بمناطق اخرى قريبة كمناجم الحديد بايت عمار شمال غرب وادي زم (تقع في بني خيران على بعد 30 كيلومتر من وادي زم) .
القوات الفرنسية استعملت كل الوسائل لقتل وتعذيب ثوار وساكنة وادي زم ، الجنرال دوفال DUVAL اعطى اوامره بجمع كل ساكنة وادي زم دون استثناء لاعدامهم . وبالتالي تم جمع السكان في ”بير لجهر” باتنظار التنفيذ ، لكن لحسن الحظ ان الطائرة التي كانت تقل الجنرال دوفال وكانت في طريقها الى وادي زم سقطت وانفجرت في منطقة جبلية نواحي خنيفرة يوم 22 غشت 1955.
وقد بلغ عدد الشهداء 5000 آلاف تقريبا وسط تعتيم اعلامي من طرف الفرنسيين والذي بلغ عدد ضحاياهم بضع مئات .
يعد يوم 20 غشت 1955 تاريخي بالنسبة لمدينة وادي زم ، هذه المدينة التي ضحت بابنائها ودمائها من اجل عودة الملك واستقلال المغرب . وساهمت في الرفع من معنويات المقاومين في جميع مناطق المغرب بل وامتد تاثيرها الى خارج الوطن خصوصا الشقيقة الجزائر. وتم وصف احداث ثورة وادي زم في الاغاني الشعبية المحلية :
“ فين أيامك يا وادزم *** راه زناقيك جارين بالدم”