اعتبر عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الملء الثاني لسد النهضة من قبل إثيوبا بدون اتفاق ملزم مع الطرف الآخر، يعني أن أديس أبابا ستفرض الهيمنة على مياه النيل الأزرق بشكل كامل.
وأفاد عباس الشراقي، إن “إثيوبيا قد أصدرت عدة تصريحات أصرت خلالها على الملء الثاني، دون التوافق مع مصر”.
وأكد على أن “أن الملء الثاني بدون اتفاق ملزم، يعني أن أديس أبابا ستفرض الهيمنة على النيل الأزرق، وبالتالي سيصعب التعامل مع إثيوبيا في سد النهضة، أو أي سدود اخرى جديدة، وقد يؤدي هذا الأمر إلى قيام دول المنابع الأخرى بأخذ المنهج الإثيوبي في بناء سد النهضة”.
وتابع بالقول إن “أزمة سد النهضة نقطة فارقة بالنسبة لمصر. خاصة أن هذه الأزمة إذا لم تحل ستؤدي إلى بناء العديد من السدود سواء في إثيوبيا أو دول حوض نهر النيل”.
وأبان الأستاذ أن “كمية المياه التي ستخزن في سد النهضة هذا العام، من المتوقع أن تصل لـ13.5 مليار متر مكعب. إضافة إلى تخزين 5 مليارات العام الماضي، أي أن السد سيخزن 18.5 مليار متر مكعب”.
وأردف عباس قائلا أن “هذه الكمية كان من المفترض أن تكون في بحيرة ناصر بعد انتهاء موسم الأمطار المقبل”.
وأوضح أن “هذه الكمية من المياه تكفي لزراعة 3 ملايين فدان أرز بعائد يقدر بـ10 مليارات دولار”.
كما قال أن “إثيوبيا تدعي بأن التخزين ليس له أي أضرار على مصر والسودان، ولكنها بتستخف بعقول الآخرين”.
وخلص إلى القول بأن “مصر حددت زراعات الأرز لتوفير المياه، وعملت على تبطين الترع بتكلفة تقدر بـ18 مليار جنيه لتوفير بعض المياه. ليس هذا فحسب، بل أنفقت 100 مليار جنيه لمعالجة مياه الصرف. ورغم كل ذلك ترى إثيوبيا إن الملء الثاني لا يؤثر على مصر والسودان”.