في تطور جديد للجدل الذي أثارته تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اختار الفنان المغربي رشيد الوالي الرد بأسلوب مختلف، طغت عليه نبرة الاحترام والتقدير، رغم تعبيره عن الأسف والاستياء.
وقال الوالي في تدوينة نشرها صباح اليوم الثلاثاء 7 ماي على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك”، إن ما صدر عن رئيس الحكومة الأسبق في حق بعض المواطنين أصابه بالألم، موضحاً أنه لا ينتقد بنكيران من منطلق العداء أو القطيعة، بل من باب الحرص والتقدير. وأضاف: “أقدّر مكانتكم، وأعلم أن لكم أثراً في هذا الوطن لا يُنكر”.
وأشار الوالي إلى أن لحظات الغضب قد تعمي الإنسان عن الحكمة، لكنه حرص في الوقت ذاته على التأكيد أن ذلك لا يمس بقيمة بنكيران الرمزية والسياسية، قائلاً: “ما دمتم ممن حملوا همّ الوطن يوماً، فإني أرجو أن تظلوا ممن يزرعون فيه الكلمة الطيبة، مهما اشتد الخنق”.
وختم الفنان المغربي رسالته بعبارة بالدارجة المغربية: “وراك فالقلب”، في إشارة إلى أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية، ولا يلغي الاحترام الشخصي المتبادل.
وكان رشيد الوالي قد انتقد في وقت سابق تصريحات بنكيران التي أدلى بها خلال خطاب فاتح ماي، والتي هاجم فيها من وصفه بـ”صاحب كلنا إسرائيليون”، في إشارة إلى الجدل الذي رافق بعض المواقف التضامنية مع الفلسطينيين.
وفي معرض تعقيبه على تلك الانتقادات، شكك بنكيران في “توازن” موقف الوالي، مؤكداً أنه لم يهاجم الجميع، بل خصّ بالذكر شخصاً بعينه، معتبراً أن المواقف لا ينبغي أن تؤخذ خارج سياقها.
الجدير بالذكر أن هذه الموجة من التفاعل تسلط الضوء من جديد على التوتر القائم بين رموز سياسية وثقافية في المغرب، وتعيد طرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير، واللغة المستخدمة في النقاش العمومي.