أضحى وضع فلاحين صغار تقليديين بإقليم زاكورة و خاصة بمنطقة امحاميد الغزلان الحدودية، كارثيا بل أكثر من كل الكوارث الطبيعية منها والاجتماعية، حيث صرح عدد منهم في قرية “أسرير-اانمشان ” صرحوا بحرقة أن الوضع المعيشي و البيئي أضحى شبه مستحيلا، ما أدى بالعديد من سكان القرية الى مغادرة المنطقة والهجرة الى وجهات عديدة في الشمال وحتى الى بلاد المهجر عبر “لحريك”، ومن بقي في “أسرير- امنشان” الا من لهم بصيص من الأمل في استرجاع الحياة والروح الى المنطقة.
دواعي هذا الوضع الذي تألم و يتألمون و يتضررون من أجله فلاحون قرروا البقاء بالقرية وهم ينظرون الى واحة مات نخيلها وضاع عشبها وحرقت أرضها بفعل الجفاف الذي ضرب المنطقة…فلاحون تواصلوا بحسرة وحرقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ( فيديو)، وعبروا بجهد جهيد وصراخ مألم لما ألت اليه أوضاع الواحة ونخيلها الثروة الوحيدة لأهالي المنطقة، الثروة “الزراعية” الأولى بالمنطقة، اذا اعتبرنا هذه الأخيرة، عبارة عن صحراء قاحلة والذي زاد من تأزم الوضع هو شح بل انعدام التساقطات لسنين طويلة، ما جعل مياه السقي تنعدم، والأكثر من هذا كما عبر الفلاحون، هو اندثار وطمر السواقي الموجودة مند عقود، حيث لم تعود صالحة لاستقبال مياه السد، سد يوسف بن تاشفين بورزازات، ولم يتم اصلاحها، وهو الشيء الذي ركز عليه الفلاحون كثيرا، حيث صرحوا : بأن المديرية الاقليمية للفلاحة لم تقم بأي دور تجاه هذه الكارثة الطبيعية التي تضرب المنطقة، المتمثلة في شح المياه و انعدام التساقطات، والأكثر من هذا كما عبر هؤلاء هو ، انعدام الامكانيات المادية واللوجستية لحفر الآبار ….
في هذا الصدد قال فلاح ( م.ب.) من أسرير امنشان :” …راه ماتنا النخل، ما عندنا باش نحفرو لبيار، ما عندنا باش نصوبو رخص، ماكاين معاونة من الفلاحة، الساقية “السريرية” راه ماتت …ما عندها حتى شي دعم باش تعاود تبنى …”
“كلشي الدعم تايكون عند السواقي ..الا هذي.. مشيرا الى النخيل : هادشي باش النخل مات. لو كان عندها الدعم محقق ما غاديش توصل لبلاد هكا …حسب قوله .”
وجوابا عن سؤال طلقات مياه سد المنصور الذهبي قال : كيطلقو السد ..ولكن ما كين منين اجي لماء …كلشي السواقي تخدمو …الا هذي اللي ما عندها حق ..اشارة الى ساقية السريرية ..
الفلاح ختم تدخله بالمطالبة بإصلاح الساقية “السريرية”، لأن جميع السواقي شملها الاصلاح، والتخفيف و تسهيل الحصول على رخص حفر الآبار، و الاستفادة من دعم وزارة الفلاحة الذي لا يصل الى فلاحي المنطقة …