الحدث بريس – وكالات
توفي اليوم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين السابق “صائب عريقات” بعد إصابته بفيروس كورونا أوائل شهر أكتوبر الماضي.
وكانت حالة “عريقات” قد تدهورت ونقل في الثامن عشر من الشهر نفسه إلى أحد المستشفيات الاسرائيلية.
كان الدكتور “صائب عريقات” أحد أبرز المتحدثين الفلسطينيين في الإعلام الغربي خلال الانتفاضة الثانية، ولعب دورا بارزاً في اتفاقية أوسلوبين منظمة التحرير وإسرائيل، وظل كبير المفاوضين من عام 1995 إلى عام 2004.
وولد “صائب عريقات” عام 1955 في مدينة أريحا بالضفة الغربية، وكان السادس من بين سبعة إخوة وأخوات لأسرة تنحدر من بلدة أبو ديس، شرقي مدينة القدس.
بعد أن أنهى المرحلة الثانوية في أريحا، سافر إلى الولايات المتحدة وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، ثم سافر إلى المملكة المتحدة وحصل على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام والصراع عام 1983، من جامعة برادفورد شمالي إنجلترا.
بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، عاد “عريقات” إلى مدينة نابلس في الضفة الغربية، وعمل محاضراً للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، كما عمل أيضاً صحفياً في هيئة تحرير صحيفة القدس الفلسطينية.
دشن “عريقات” في عام 1983، برنامجاً للتبادل الأكاديمي، للحوار بين الأكاديميين الفلسطينيين والإسرائيليين إيماناً منه بأن المفاوضات وسيلة وحيدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي عام 1991، أصبح نائب رئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد وتابع المحادثات اللاحقة في واشنطن بين عامي 1992 و 1993.
وفي عام 1994، تم تعيينه وزيراً للحكم المحلي في السلطة الوطنية الفلسطينية وكذلك رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض.
وفي عام 1995، شغل “عريقات” منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال مفاوضات أوسلو، ثم انتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996 ممثلا عن أريحا.
بعد اختيار المجلس التشريعي الفلسطيني لمحمود عباس في نيسان 2003 ليكون رئيس الوزراء الفلسطيني الأول، تم تعيين “عريقات” في منصب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.
كان “عريقات” يعتبر من المقربين من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.
اصيب “عريقات” بنوبة قلبية عام 2012 وفي عام 2017 خضغ لعملية زراعة رئة في الولايات المتحدة.
كان عرفات يطلق على عريقات هذا الاسم من باب الدعابة في إشارة منه إلى قدرات عريقات الكبيرة على المناورة وإتقان اللعبة السياسية” نظراً لقدرته على الخروج بحلول ومواقف من أجل المسألة الفلسطينية.
ويحظى “عريقات” باحترام وإعجاب الكثيرين من الفلسطينيين وخاصة الرئيس محمود عباس وحركة فتح.
عندما تم ترشيح محمود عباس لشغل منصب رئيس وزراء الفلسطيني في أوائل عام 2003 ، كان من المقرر أن يكون عريقات وزيراً للمفاوضات في الحكومة الجديدة، لكنه سرعان ما استقال بعد استبعاده من وفد المفاوضات. وتم تفسير ذلك على أنه جزء من صراع فلسطيني داخلي على السلطة بين عباس وعرفات.
أعيد تعيين “عريقات” في وقت لاحق في منصبه وشارك في مؤتمر أنابوليس عام 2007.
وفي عام 2009 عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيساً للوفد الفلسطيني، قدم استقالته بعد تحقيق السلطة الفلسطينية في قضية تسريب وثائق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط التي حصلت عليها قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية في فبراير 2011، وبثتها على التلفزيون في برنامج “الوثائق الفلسطينية” في سلسلة مكونة من أربع حلقات وثائقية باللغة الإنكليزية.
لكنه سرعان ما عدل عن قراره وتراجع عن استقالته، وفي عام 2006، انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم أصبح في عام 2009، عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ألف “صائب عريقات” تسعة كتب سياسية، أبرزها “الحياة مفاوضات” الذي صدر عام 2008، و “بين علي وروجز” عام 2014.