الحدث بريس:متابعة.
أظهرت الأشهر الأخيرة ضعف قيادات حزب العدالة والتنمية لجهة درعة- تافيلالت في اتخاذ المواقف الصائبة، بل أن خرجات تلك القيادات، التي تستوحي استشاراتها من مراهقة سياسية، لا تفقه إلا الركوب على موجات من الزبد، الذي يذهب جفاء ولا ينفع الناس. فأصبحت تلك الخرجات، كلها قفزات ساقطة تدمر أصحابها، وتفقدهم ما تبقى من البكارة السياسية المفتعلة.
ومن المؤكد أن عبد الله الهناوي، رئيس جماعة الرشيدية، يكون قد دق آخر مسمار في نعشه السياسي المتآكل، حيث برز لأقرب إخوانه في الحزب، بصبيانية لم يخفوا تقززهم واشمئزازهم منها.
فقد قام عبد الله الهناوي بقفزة ساقطة، وقد تكون الأخيرة، بتبني مشروع فضاء أخضر لساكنة عاصمة الجهة، اجتمعت فيه نيات حسنة لا تتبجح بتبني أي عمل، حيث أنها تعتبر كل الحركات والسكنات التي تقوم بها مصالح الدولة في خدمة رعايا صاحب الجلالة بالجهة، هي واجبا وليس تفضلا، يسمح أي مرء لنفسه التباهي به.
فقد قام والي الجهة، وبدون جعجعة أو ضجيج أو تسابق، بجمع عدد من المصالح الخارجية، وبتنسيق مع عدد من المنتخبين، ذوي النيات الحسنة، والذين لا يريدون جزاء ولا شكورا، باختيار منطقة نموذجية لخلق فضاء أخضر، يكون متنفسا لساكنة المدينة، وذلك باعتماد مقاربة تشاركية، بدون أية إمكانيات مادية مرصودة خصيصا لهذا المشروع. إلا أن عبد الله الهناوي، وكعادته، وخوفا على كرسيه الفاني، عمد وبدون حياء، إلى محاولة إيحاء بقيام الجماعة بخلق فضاء للساكنة، كان هو الأول من عارضه ورفض التوقيع على تصميمه، لولا تدخل بعض النيات الحسنة من إخوانه في الحزب الذين استنكروا معارضته السفيهة لمشروع يصب في مصلحة الساكنة.
وقد قامت مجموعة من نفس الإخوان بمساءلة الرئيس عن دوافع هذه القفزة الساقطة، حيث انهال عليه وابل من اللوم والمؤاخذة مما جعله يتراجع عن غيه ويحذف ما نشر حول المشروع من الصفحة الرسمية لجماعة الرشيدية بالفيسبوك.
وقد حاولنا استنباط ردة فعل المجموعة التي تسهر على تنفيذ هذا المشروع والتي تعرف انسجاما إيجابيا، فرد أحدهم بقوله ” القافلة تسير والكلاب تنبح”
والسؤال المطروح بعد هذه القفزة الساقطة، هل هناك مجال من الحياء تبقى لعبد الله الهناوي، رئيس جماعة الرشيدية، الغائب على أرض الواقع، والحاضر في العالم الافتراضي؟
وبهذا السلوك الصبياني والمراهقة السياسية، فإن رئيس جماعة الرشيدية، الذي يستشف أخلاقه وأفعاله من مرجعية إسلامية، يدخل نفسه في زمرة أولئك الذين ينطبق عليهم قول الله عز وجل في الآية رقم 188 من سورة آل عمران: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
أنظر الرابط الذي حذفت منه صور المشروع: