الحدث بريس : متابعة
افتتحت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت، أمس الأربعاء، سلسلة من اللقاءات المباشرة للتواصل والمواكبة التربوية والنفسية عن بعد لفائدة مختلف الفاعلين المعنيين بامتحانات البكالوريا، وفي مقدمتهم التلاميذ المقبلين على اجتياز هذه الامتحانات.
وأبرز السيد علي براد، مدير الأكاديمية، في كلمة بالمناسبة، الأهمية البيداغوجية والنفسية لهذه اللقاءات، بالنظر إلى أهدافها المتمثلة أساسا في تأهيل المتعلمات والمتعلمين لاجتياز الامتحانات في ظروف تربوية وصحية ونفسية عادية.
ونوه السيد براد بعمل جميع شركاء المنظومة التربوية بالجهة، وبالانخراط الفعال لمختلف الفاعلين التربويين في تدبير الاستمرارية البيداغوجية والإدارية.
وتمحورت أشغال هذا اللقاء، الذي أطره حمزة شنيبو، أستاذ علم النفس بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ونبيل شكوح، أستاذ علم النفس بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، ومحمد عزيزي الإطار في التوجيه التربوي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتنغير، حول عدد من القضايا التربوية والنفسية التي تهم تلاميذ البكالوريا والأطر التعليمية.
وتطرق المشاركون إلى قضايا “الحجر الصحي والتعليم عن بعد والامتحانات، في علاقتها بنفسية المتعلم المقبل على الامتحان”، و”تدبير الزمن /الوقت ودورهما الهام في ضمان الاستعداد الجيد للامتحانات”، و”الذاكرة ودورها في وضع طرق واستراتيجيات ناجعة لتحقيق المراجعة والاستيعاب المناسبين للدروس والمضامين المعرفية والمنهجية المقررة لاجتياز الامتحانات”.
كما ناقش المشاركون مواضيع تهم “أدوار الفاعلين التربويين والأسرة في الاستعداد الجيد والناجع لهذه الامتحانات”، و”دور التوجيه التربوي في تحقيق هذا الاستعداد تربويا وتقنيا، مع إبراز أهمية امتلاك المشروع الشخصي”، و”كيفية تحديد الاختيارات والتوافق بين القدرات والرغبات لدى المتعلم”.
وتم خلال هذا اللقاء عن بعد تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات والتوجيهات الموضوعية لفائدة متتبعات ومتتبعي اللقاء، خاصة المتعلمات والمتعلمين، و إمدادهم بعدد من الاستراتيجيات والإجراءات العملية لمواجهة الضغط النفسي الملازم للسياق الاستثنائي للاستعداد لامتحانات البكالوريا المقبلة.
وتعتبر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت أن امتحانات البكالوريا تكتسي أهمية قصوى، بالنظر إلى كونها تشكل مرحلة حاسمة ومصيرية في المسار الدراسي للمتعلم، وذلك باعتبارها مدخلا هاما وأساسيا لتقويم وتتويج سنوات من الاجتهاد والعمل الجاد لتحقيق مشروعه الدراسي والمهني ورسم آفاقه المستقبلية، مما يؤثر على نفسيته بسبب الضغط النفسي الذي يلازم الاستعداد لهذا الاستحقاق الوطني.
وأكدت أن المتعلم يحتاج، في ظل هذه الظرفية، إلى مواكبة ودعم نفسيين من ذاته ومن محيطه الخارجي المتمثل في أسرته وأساتذته، ومن خبراء ومتخصصين في المجال، وذلك من أجل مساعدته على التخفيف من كل أشكال الضغط النفسي الذي يعرفه استثناء خلال الموسم الدراسي الحالي، نظرا لخصوصية سياق هذا الاستعداد الذي يفرض الالتزام بمجموعة من التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية المعتمدة لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بما فيها الإجراءات المتعلقة بضمان التنظيم الجيد والآمن لامتحانات البكالوريا لهذه السنة 2020.
وأشارت إلى أن من شأن هذا السياق الاستثنائي أن يرفع من درجة هذا الضغط النفسي الملازم للاستعداد لهذه الامتحانات، الأمر الذي يستوجب مواكبة خاصة ودعما استثنائيا للمتعلم المقبل على اجتياز هذه الامتحانات للرفع من معنوياته وتأهيله للتكيف مع إرغامات هذا السياق.