تسود أجواء مشحونة داخل المجلس الجماعي للعاصمة الرباط، الذي تتولى رئاسته أسماء غلالو عن حزب التجمع الوطني للأحرار وقد ينفجر الوضع في أية لحظة.
وكشفت مصادر من داخل المجلس أن غليانا غير مسبوق يجري داخل المجلس بسبب نقطتين أساسيتين، تتعلق الأولى بفضيحة “الصابو” الذي أعادته العمدة أسماء غلالو، رغم وجود حكم قضائي نهائي في القضية، ثم النقطة الثانية تعلق بسفريات نفس الوجوه إلى الخارج على حساب المال العام.
وكشفت المصادر أن العمدة أعادت “الصابو” إلى شوارع العاصمة الرباط ضدا على حكم قضائي سابق أنهى فترة “الصابو”، قبل أن تعيده غلالو دون أن تعود فيه إلى قرار المجلس ولم تدعو إلى أي اجتماع بشأنه.
وأضافت المصادر نفسها، أن شركة “الرباط باركينغ” شرعت في صباغة وتحديد أماكن ركن السيارات بشوارع الرباط، تمهيدا لتنفيذ خطة “الاعتقال” وإرغام المواطنين على الأداء، مما أثار غضبا وسط أصحاب السيارات وكذلك أعضاء المجلس الذين اعتبروا قرار العمدة انفرادي وليس قانوني.
وتسبب قرار عودة “الصابو” وفرض رسوم جديدة على ساكنة العاصمة الرباط مقابل السماح لهم بركن سياراتهم في الشوارع، في نزيف استقالات داخل شركة “الرباط باركينغ”، التي يديرها شخص مقرب من العمدة لا يغادر مقر المجلس إلا نادرا ويدعى “ايت. ش”، وخصصت له تعويضات مالية تتجاوز 10 الاف درهم.
وكشفت المصادر، أن استقالات بالجملة جاءت احتجاجا على عدم إبلاغ مكونات الأغلبية بقيمة الرسوم المالية التي خلفت غضبا واسعا بين ساكنة الرباط خصوصا مستعملي السيارات بالإضافة إلى التسيير الإنفرادي الذي تنهجه العمدة أسماء غلالو. مضيفة، أن أعضاء في أغلبية المجلس قدموا إستقالتهم من شركة “الرباط باركينغ” التي كانت موضوع عدة تقارير تحدث عن عدة اختلالات، وهمت الإستقالات كل من أديب بنبراهيم عن حزب الأصالة والمعاصرة، ثم عمر سيبويه عن حزب الاستقلال والرازي دريس عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فضلا عن غياب المستشارين، مما بات يهدد أغلبية العمدة أسماء غلالو.
ومما زاد من احتقان المجلس، هو الشروع في صباغة الشوارع بالرباط اليوم 7 مارس 2023، لتنفيذ القرار الذي هو أصلا موضوع خلاف داخل الأغلبية والمعارضة على حد سواء بمجلس غلالو وسبق أن قال القضاء كلمته فيه سنة 2015.
وإذا كان قضية “الصابو” خلقت أجواء مشحونة داخل مجلس غلالو المهدد بالانفجار في أية لحظة، فإن نقطة ثانية سبق لوسائل الإعلام أن تناولتها على نطاق واسع، وتتعلق بسفريات أعضاء المجلس إلى الخارج في إطار الدبلوماسية الموازية والمهام المختلفة في إطار العلاقات الدولية، والتي يحتكرها محيط رئيسة المجلس وكاتبتها، ومكلف بالتواصل، رغم انه لا يتواصل مع أي وسيلة إعلام، ويسافر بدوره إلى أقطار العالم بأموال عمومية، أخرها سفره إلى كوريا بتذكرة سفر على حساب المجلس بلغت قيمتها 6 ملايين سنتيم، دون أن يقدم أي تقرير في الموضوع ولم ينشر على صفحات المجلس أي معلومات ولا صور عن نشاط المجلس ولا المهام التي سافروا من اجلها.
ولأن مصاريف التنقل والتعويضات تكلف ميزانية المجلس كثيرا، ويستفيد منها شلة محسوبة على العمدة والحاشية المقربة، ينبغي لقضاة المجلس الأعلى للحسابات القيام بزيارة إلى مقر المجلس والتدقيق والافتحاص في ظروف و أوجه صرف المال العام.
وكشفت المصادر ايضا أن عناصر محظوظة تستفيد بشكل مستمر من هذه التعويضات والسفريات، على رأسهم الكاتبة “المحظوظة” التي لا تفارق العمدة غلالو، سافرت معها أخيرا من برشلونة إلى النمسا وقبلها رافقتها في العديد من المحطات، ثم هناك شخص أخر، يوجد في حالة تنافي، يشتغل في “ريضال” وفي نفس الوقت مستشار بالمجلس يراقب عمل الشركة التي ينتمي إليها.