الحدث بريس:يحي خرباش.
هل استيقظ ضمير الشوباني بمد يد المصالحة للفرقاء السياسيين بمجلس الجهة في رسالة موجهة إلى أعضاء الجهة يطلب منهم فيها بطي صفحة الماضي وبناء صفحة جديدة لما تبقى من عمر الولاية الانتخابية للمجلس؟ ،رد المعارضة جاء سريعا في رسالة موجهة إلى الرئيس خيبت كل اماله بعدما صدت في وجهه جميع الأبواب ولم يعد من سبيل يمكنه من انقاد ماء الوجه.
المعارضة وفي رسالتها كانت هي السباقة إلى مد بيد التعاون منذ سنوات 2017-2018- 2019 مبادرة لم تلق الاذان الصاغية ولم يعر الرئيس اهتماما لنداءاتها المتكررة من أجل العمل كفرقاء سياسيين حسب ميثاق الأغلبية المعلن عنه إبان انتخاب الشوباني رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت سنة 2015 ، بل فضل ركوب صهوة جواده والانطلاق مباشرة نحو تنزيل مخططات حزبه بجهة درعة تافيلالت استكمالا لبرنامجه الوطني بالسيطرة على مفاتيح السلطة واستكمال مخطط الانتشار بالإدارات والمؤسسات العمومية بالمملكة ،ومع مرور السنوات ستتعثر قافلة الشوباني قائد فريق حزبه بالمجلس بمجموعة من الحواجز التي لم تنفع معها جميع التمارين الرياضية لتجاوزها ،واستسلم لانانيته الزائدة في ارتكاب أخطاء قاتلة كانت سببا في تعطيل جميع المشاريع بالجهة وتنزيل الجهوية على أرض الواقع، بدءا بعجزه عن الافراج عن مخطط التنمية الجهوي والبرنامج الجهوي لإعداد المجال ، وحصر النقاش السياسي في أمور تافهة بعيدة كل البعد عن انتظارات ساكنة الجهة ،وتحويل هذه المؤسسة إلى فضاء للتراشق اللفظي .
خمس سنوات قضاها الشوباني رئيسا للمجلس مارس فيها كل أنواع الديكتاتورية بعيدا عن فلسفة الديموقراطية التشاركية ،وحده من يتخذ القرارات ومن يدبر شؤون المجلس ،بل جعل الجهة مشروعا استثماريا توظف فيه كل أدوات الخبث السياسي لإعلاء راية الحزب وتحقيق حلم أستاذ مادة الفيزياء الذي لم فشل في تفكيك المعادلات الرياضية المتحكمة في كل حركاته الفيزيائية .
سفينة الشوباني المترامية الاطراف لم ترسو على بر وما زال ربانها يطلب النجدة ، املا في احتضان جديد ،ويبدو أن المثل القائل لا يلدغ المرء من الجحر مرتين قد لقن المعارضة درسا لن تنساه ،مرة حينما خانهم الرئيس في مجموعة من المواقف والقرارات المتعلقة بالمجلس بدءا بخيانة الاتفاقية المتعلقة بالنقل المدرسي والانقلاب على جميع بنودها مرورا بالتمرد على المبادئ الدستورية لهذه المؤسسة وعلى الدور الحقيقي والفعلي الموكول لها ، إلى الانقلاب على الفرقاء السياسيين وجعل الحزب قلعة للتحصين من جميع الخروقات في الصفقات العمومية وتبذير المال العام وتوزيعه على الجمعيات والجماعات التي تخدم أجندة الحزب السياسية وتضمن للرئيس السيطرة على مقاليد السلطة بالمجلس دون حسيب أو رقيب ، فعن أي مستقبل يتحدث الرئيس كما صرح لنا بذلك أحد أعضاء المجلس ، هل الرئيس الذي يصرح على البث المباشر بأنه رئيسا لنفسه في حضور والي جهة درعة تافيلالت ، دون احترام لمشاعرالساكنة ،والرأي العام المتتبع للشأن المحلي قادر على بناء مستقبل مشرق ورد الاعتبار لمؤسسة الجهة ؟ هل الرئيس الذي لا يعر أدنى احترام لموظفي المجلس ويطلق العنان لنائبه الرابع في تولي أمورهم قادر على بناء مرحلة جديدة ؟ وهل بإمكان الرئيس أن يعوض ساكنة الجهة خمس سنوات من هدر الزمن التنموي وأن يتحلى بالمروءة ويقدم على المباشر اعتذارا رسميا لها ؟
بناء المستقبل ليس مجرد شعار ، بل هو عمل دؤوب يتطلب نية صالحة وإرادة قوية والتحلي بالوطنية ،بناء المستقبل يتطلب أفعال وليس اقوال ونحن في المعارضة لم نلمس من الرئيس سوى الأكاذيب والوعود الفارغة التي أسس عليها الحزب برنامجه الانتخابي لذا نقول لك اسفا وأنه غير مرحب بك في أرض الشرفاء ، فالاعتراف بالفشل ليس رذيلة وليس لك سوى التواضع ،وتقديم استقالتك ليس إعلان بالهزيمة .