أكد الأكاديمي والمحلل السياسي امحمد بالعربي أن المحادثات الهاتفية بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. والتي تستذكر روح الخطاب الملكي ل20 غشت الأخير. تمثل خارطة طريق لتوطيد دعائم مرحلة جديدة في العلاقات المغربية-الإسبانية.
وأوضح الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض بمراكش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. أن إرساء معالم جديدة لهذه العلاقات سيتم وفق مبادئ الشفافية والاحترام المتبادل واحترام الاتفاقيات المبرمة بين البلدين الجارين. والشريكين الرئيسيين في العديد من القطاعات الاستراتيجية. بما في ذلك التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني.
وأشار إلى أن قرار إسبانيا الذي يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب. ويعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمت سنة 2007، الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل الخلاف. بعثر أوراق أعداء الوحدة الترابية للمملكة، بحكم أن مدريد انضمت لحركة الاعتراف التي أطلقتها الولايات المتحدة في دجنبر 2020.
وأبرز بالعربي أن هذا التقارب المغربي-الإسباني والقرار السياسي الإسباني الذي يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي. الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، فاجأ أعداء الوحدة الترابية للمملكة.
وخلص إلى أن كل هذه الانتصارات التي حققها المغرب، هي في حد ذاتها هزائم كثيرة للمعسكر المعارض. الذي بات يفقد تدريجيا البوصلة بعد تنامي الدعم الدولي لمغربية الصحراء.
محادثات الملك ورئيس الحكومة الإسبانية تمثل الانتقال الفعلي نحو مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين
وأكد الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي، عتيق السعيد، أن المحادثات الهاتفية التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز. تمثل الانتقال الفعلي والعملي، الجاد والصريح، نحو تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات التنموية بين البلدين.
وأوضح السعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المحادثات تعكس الحرص المتبادل للجارين على إقامة علاقات قوية. بناءة ومتوازنة تفضي إلى الثقة المتبادلة. والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق تحقيقا لأعلى مستويات الانخراط والتعاون الثنائي المستدام. في إطار شراكة ثنائية متكاملة تغطي جميع القطاعات والقضايا المشتركة.
وأبرز أن تواصل جلالة الملك المباشر مع رئيس الحكومة الإسبانية، يمثل عهدا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين. قوامها الدعم الواضح والثابت لجميع القضايا المشتركة وفي مقدمتها تثمين اعتراف إسبانيا بعدالة القضية الوطنية. وسعيها للمشاركة بفعالية في دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي. المشهود لها لدى المجتمع الدولي بكونها الحل الأنسب والواقعي من أجل تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكد المحلل السياسي أن العلاقات المغربية-الاسبانية تشهد اليوم إطارا جديدا كليا. يتوفر على كافة مقومات الآفاق الواعدة، التي من شأنها تعزيز روابط الشراكة المفتوحة على كل جوانب التعاون. والمؤطرة بأسس ومحددات واضحة ودقيقة.
انطلاقة دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين
وأشار إلى أن هذه المحادثات الهاتفية التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية. تعطي انطلاقة دفعة جديدة من آليات التعاون المشترك والمثمر. عبر دعوة مختلف الوزراء والمسؤولين في البلدين إلى تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق طموحة تغطي جميع قطاعات الشراكة. وكل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أن هذه المرحلة الجديدة في العلاقات بين الجارتين ستفتح أبواب ومنابع التنمية المستدامة. بما من شأنه المساهمة في أن يخطو البلدان نحو المستقبل بثقة وطموح. معتبرا أن ذلك سيضع كل المنطقة على سكة النماء والازدهار.
وشدد السعيد، على أن موقف إسبانيا يعتبر اعترافا بارزا في تاريخ العلاقات الاسبانية. كما يشكل قاعدة أساس لبناء علاقات مغربية-إسبانية جديدة أكثر وضوحا وطموحا. تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل، تحقيقا للانخراط والتعاون الثنائي المستدام.
وأبرز المحلل السياسي أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس يتطلع دائما بتفاؤل وثقة كبيرة، إلى تجويد آليات العمل مع الحكومة الإسبانية. كما يحرص على إقامة علاقات بناءة ومتوازنة.
واعتبر أن المملكة تدشن اليوم مرحلة جديدة غير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين. على رأسها التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الشامل على مختلف الجوانب.
وأكد أن إسبانيا والمملكة المغربية يجمعهما بشكل وثيق أواصر المحبة، والتاريخ والجغرافيا. والمصالح والصداقة المشتركة بين شعبين يتقاطعان في نفس المصير والطموح المتبادل. مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بروابط مشتركة قوية تتيح بشكل يسير التوجه بإرادة وعزيمة في مسار ترجمة المواقف إلى وقائع. وتحويل الرؤية إلى عمل وإنجاز لصالح تنمية البلدين الجارين.