يبدو واقع و مستقبل موظفي القطاع العام في سوريا ضبابيا إلى حد بعيد مع تأكيد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال محمد أبا زيد، شطب أكثر من 300 ألف موظف حكومي.
و قامت الوزارات المعنية بترجمة هذا الحديث إلى واقع، و فصل عدد كبير من موظفيها بسبب مزاعم تتعلق بالفائض الموجود لديها و غياب التخصص.
فضلا عن إعتبارات “إنتقامية” كما يقول المفصولون أو المهددون بالفصل، ترتبط بآلية التعامل مع شرائح محسوبة على النظام السابق، حيث بات من غير المحبذ تواجدها في القطاعات الحكومية و خاصة الحساسة منها.
و ما تواتر عن حديث يقول بأن زيادة الـ400% المرتقبة على الرواتب و الأجور لن تطال سوى الموظفين “المرضي عنهم” من قبل الإدارة الجديدة دون سواهم.
على أي أساس ؟!
الآلية التي يتم بموجبها فصل موظفين و إبقاء آخرين و إحالة الباقين على التقاعد تبدو مبنية على إعتبارات غير مهنية بدليل أن هذه القرارات تبدو “مائعة و غير مبررة” وإن كانت خلفياتها معروفة جيدا لدى الذين وقع عليهم الحيف كما يؤكدون لموقع “روسيا اليوم”.
موظف بالتلفزيون، رفض الإجازة المأجورة على مستوى كل مؤسسات الدولة :
قال الموظف في حديثه :
“لا للإقصاء لا للتهميش نرفض الإجازة المأجورة لثلاثة أشهر، مهمتكم تنحصر في فرض الأمن و الأمان و تحسين المستوى المعيشي فقط، هناك الكثير من الشرفاء و المخلصين للوطن، لا نريد إعادة سيناريوهات سابقة للنظام البائد في توزيع شهادات حسن سلوك و التخوين”.
و أضاف : “ما زال يوجد في الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون الكثير من الخبرات الممتازة و الشريفة و المخلصة، نحن معكم و لسنا ضدكم نحن معكم في البناء نحن شركاء معكم في بناء إعلام حر و نزيه، نرجوكم أن تكونو أكثر حكمة و منطقية و إنصافا”.
الترقب الذي يكتنفه الغموض يبقى هو سيد الموقف و حتى الآن :
لاشيء يبدو مؤكدا فهناك حوالي مليون و 250 ألف موظف من قوى المؤسسة العسكرية و الأمنية السابقة و ليس معروفا حتى الآن إن كان سيتم صرف رواتب المفصولين منهم على الرغم من ضآلتها.
و هذا الأمر ينسحب على كل الوزارات التي أصدرت قرارات وصفت بأنها “تعسفية” بحق عدد كبير من الموظفين و ليس معلوم كذلك بعد أن كانت الزيادة المرتقبة ستشمل موظفين آخرين يتراوح متوسط دخلهم ما بين 15_20 دولارا في الشهر وهو دخل يعد الأقل على مستوى العالم برمته.
و في وزارة النقل على سبيل المثال :
تم فصل 15% من كوادر الوزارة و كذلك الأمر بالنسبة لكوادر وزارات الصناعة و الصحة و التنمية الإدارية و هم الموظفون الذين إصطلح على تسميتهم بـ” الفضائيين” أي الذين لا يذهبون إلى وظائفهم فضلا عن الذين يعملون في غير إختصاصهم و هو الأمر الذي بات يشكل الشغل الشاغل لهؤلاء.