اتهمت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، المدرسة المغربية بأنها تنتج ما أسمته بـ”الجهل المؤسس”. مؤكدة أن خريجي هذه المدرسة يحملون شواهد وديبلومات عليا لكنهم ليسوا بالضرورة متعلمين وحاملين للعلوم والقيم. مما يثبط في اعتقادها الانتقال إلى مجتمع المعرفة.
ووضعت منيب، خلال ندوة نظمها فرع حزبها بالرباط مساء يوم أمس السبت 07 ماي الجاري، حول موضوع “كيف ننتقل بالمغرب إلى مجتمع المعرفة؟”، المغرب في مقارنة مع دول أخرى فيما يتعلق بمعدل سنوات الدراسة التي لا تتعدى خمس سنوات ونصف. في الوقت الذي يصل فيه في الأردن على سبيل المثال إلى 10 سنوات. مؤكدة أن “الجهل المؤسس” الذي تنتجه المدرسة المغربية يلتقي بالجهل المقدس واستغلال الدين.
وشددت في مداخلتها على ضرورة التحلي بالشجاعة لتشخيص الوضع. ومعرفة ما يجري في العالم لوضع الحلول الملائمة لمختلف التحديات المطروحة على هذا الصعيد، لتجاوز هذه الوضعية الكارثية. مضيفة أن هناك حاجة ماسة للانتقال إلى مجتمع المعرفة، “لأن الذي يمتلك العلم هو الذي سيتملك السلطة فيما بعد”، على حد تعبيرها.
وأكدت أمينة الاشتراكي الموحد أيضا على أن “المعرفة تمكن من الخروج من التبعية والخروج من العبودية الجديدة والمستجدة المفروضة علينا، لأن الدول المتقدمة تسبقنا في مجالات متعددة، كالتكنولوجيا، بخمسين سنة على الأقل، ما يتيح لها فرصة التحكم فيها وإخضاعنا لتبعيتها. ولذلك، علينا نحن أيضا أن ننخرط في مجتمع المعرفة”.
ضعف المنظومة التعليمية يحول دون الانتقال إلى مجتمع المواطنة
واعتبرت منيب أن ضعف المنظومة التعليمية عائق يحول دون الانتقال إلى مجتمع المواطنة، الذي تُحترم فيه الحقوق والحريات والمساواة. وهي، حسب تعبيرها، قيم لا يمكن أن تتحقق في ظل مستوى ثقافي متدنٍّ، مؤكدة أن الإصلاح الشامل للتعليم يجب أن تضعه الدولة كهدف استراتيجي، وأن تضخ المزيد من الإمكانيات المالية لتحقيقه.
وأشارت إلى أن حزبها، يضع قضايا المعرفة والثقافة ضمن أولوياته كآلية “لتحسين مشروعه السياسي الرامي إلى التغيير الديمقراطي الشامل”. منتقدة بذلك ضعف الاهتمام بقضايا المعرفة والثقافة في المجتمع المغربي، رغم مركزيتها في أي نهضة مجتمعية. وقالت “إن أي مشروع سياسي ومجتمعي لا بد أن يرتكز على مشروع معرفي وثقافي واضح”.
كما انتقدت سيادة ما أسمته بـ“ثقافة الشفوي” لدى المغاربة، قائلة: “نحن كمغاربة، وكعرب، لدينا ثقافة الشفوي، لأن الخطيب المفوَّه الذي يتكلم بدون أن ينظر إلى أوراقه، هو المتميز. وهذا في الحقيقة يعطي الدليل على أن الشخص الذي يرتجل لا يتوفر على وثائق مكتوبة كثيرة. حتى في بعض الندوات المهمة، في حين في ألمانيا مثلا يجب التقيد بالنص. فحين يتحدث أي عالم يكون محاسَبا على أي كلمة ينطق بها”.