الحدث بريس:متابعة.
انعقد بمدينة ميدلت ، أمس الثلاثاء، المنتدى الأول للاستثمار في سلسلة التفاح ، المنظم بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وذلك بمشاركة أزيد من 300 من الفاعلين في هذه السلسلة الزراعية.
ويهدف هذا الملتقى، المنظم بتنسيق مع عمالة إقليم ميدلت والغرفة الفلاحية الجهوية لدرعة تافيلالت ، والمجلس الإقليمي لميدلت ، إلى التعريف بفرص الاستثمار في هذه السلسلة ، إضافة إلى تقديم المشاريع النموذجية الناجحة المرتبطة بهذا القطاع سواء على الصعيد المحلي أو الوطني ، فضلا عن دعم الاستثمار في مجال زراعة التفاح بغرض خلق فرص للشغل لفائدة الشباب.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح عامل إقليم ميدلت، السيد مصطفى النوحي، أن هذا الإقليم يتميز بمؤهلات جغرافية وظروف مناخية تجعله الوجهة المفضلة للاستثمار في سلسلة التفاح خاصة ، والقطاع الفلاحي عامة، مبرزا أن هذا القطاع أصبح يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم ، لكونه يلعب دورا محوريا وأساسيا في ضمان الأمن الغذائي للمواطنين ، واستقرار الساكنة القروية التي تشكل أكثر من 56 بالمائة من مجموع ساكنة إقليم ميدلت. كما يساهم هذا القطاع بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والبيئية ، من خلال تقديمه مجموعة من الخدمات المتمثلة في توفير فرص الشغل والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
وأضاف أن إقليم ميدلت ، وبالرغم من توفره على الظروف المناخية والجغرافية المثلى للاستثمار في سلسلة التفاح، إضافة إلى كونه ينتج بجودة عالية ما يفوق 300 ألف طن من التفاح سنويا ، بمعدل يفوق ثلثي الإنتاج الوطني ، فإن هذه السلسلة ما تزال بحاجة إلى مجهود كبير للرفع من مستوى الاستثمارات في هذا القطاع لتطويره وتحسينه والزيادة في إنتاجيته، مسجلا أنه خلال موسم الجني يكون المنتوج موجودا بشكل وافر ، غير أن هذه الوفرة تقل خلال أشهر طويلة من السنة مما يؤثر على العرض على المستوى الوطني لدرجة تدفع بالمغرب إلى استيراد هذا المنتوج من دول أخرى ، الأمر الذي يحتم التفكير في كيفية تثمين المنتوج وجعله رهن إشارة المستهلك على طول السنة.
وأكد عامل إقليم ميدلت أن بلوغ هذا الهدف لا يمكن أن يتأتى إلا عبر القيام بمجموعة من الإجراءات تشمل “الاستثمار في الوسائل اللوجستيكية ، والرفع من سعة التخزين ، والتركيز على وحدات التحويل والتثمين ، وتنويع منتجات التفاح، والرفع من نسبة الإنتاج ، وتسهيل عمليات التمويل والتتبع والمواكبة”.
ومن جانبه، أشار المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، السيد جواد بحاجي، إلى أن تنظيم هذا المنتدي يندرج ضمن تنفيذ التوصيات الصادرة عن الدورة الأخيرة للمعرض الوطني للتفاح ( صابوم) التي نظمت في شهر أكتوبر بمديلت. كما يأتي في إطار الجهود المبذولة من اجل تثمين وتوسيع آفاق الاستثمار في هذا القطاع، مذكرا بالأهمية الخاصة التي تحظى بها هذه السلسلة ضمن مخطط المغرب الأخضر.
وأكد السيد بحاجي أن المغرب حقق خلال السنوات العشر الأخيرة تقدما محسوسا في المجال الفلاحي بفضل مخطط المغرب الأخضر ، وكذا بفضل الجهود المبذولة من طرف الوزارة الوصية، إلى جانب باقي المتدخلين في القطاع، مسجلا أن الإستراتيجية التي يتبناها المخطط ترتكز على تقديم الدعم اللازم لسلاسل الانتاج الزراعي في مختلف المراحل ، سواء تعلق الأمر بالإنتاج أو التسويق أو التصدير.
أما المدير الجهوي للفلاحة لجهة درعة تافيلالت، السيد محمد بوسفول ، فأبرز في كلمته المنجزات التي تحققت على صعيد هذه الجهة في ما يرتبط بسلسلة التفاح في إطار مخطط المغرب الأخضر، مشيرا إلى أن مجموع الاستثمارات المالية التي وظفت في هذا الإطار تجاوزت 460 مليون درهم، كما أورد بعض المعيقات التي يعاني منها القطاع والمتمثلة أساسا في التثمين وتسويق المنتوج.
وعبر رئيس المجلس الإقليمي لميدلت، السيد رشيد الطيبي، عن ارتياحه لتنظيم هذا المنتدى الأول من نوعه، والذي سيتيح الفرصة لتبادل التجارب والخبرات ، مشيرا إلى أن انعقاد هذا الملتقى من شأنه أيضا المساعدة على ربط شراكات كفيلة بإعطاء دفعة قوية لهذه السلسلة الزراعية، وجعلها بالتالي رافعة حقيقية للتنمية على مستوى الإقليم.
للإشارة فإن هذا المنتدى يروم على الخصوص البحث عن السبل الممكنة للرفع من حجم الكميات المخزنة من إنتاج التفاح على الصعيد الجهوي، إلى جانب خلق وحدات متخصصة في الصناعة التحويلية لمنتوج التفاح .
وشهد المنتدى عقد لقاءات بين مختلف الفاعلين في هذه السلسلة الزراعية، إضافة إلى تنظيم ورشات موضوعاتية وتكوينية وتحسيسية لفائدة الفلاحين والمستثمرين وشباب المنطقة والتي تمحورت حول ” الفلاحة التضامنية”، و” إدماج الشباب”، و” إنعاش الاستثمارات” .
يذكر أن زراعة التفاح في جهة درعة تافيلالت تمتد على مساحة إجمالية تصل حوالي 18 ألف هكتار ، وهو ما يمثل 65 في المائة من المساحات الفلاحية المشمولة بالأشجار المثمرة في هذه الجهة .
وتعتبر سلسلة التفاح من الزراعات ذات القيمة المضافة العالية ، وتضطلع بدور رائد في التنمية السوسيواقتصادية في هذه الجهة.
وتواجه هذه السلسلة العديد من المشاكل المرتبطة أساسا بالتسويق، حيث يكثر فيه الوسطاء، مما ينعكس سلبا على الدخل المادي للفلاحين المنتجين. كما أن الصناعة التحويلية لهذا المنتوج الزراعي ( صناعة الخل وعصير التفاح ) ما زالت ضعيفة، إذ تقتصر على وحدتين اثنتين تنحصر طاقتهما الإنتاجية في أقل من 100 طن.