حقق ميناء طنجة المتوسط قفزة ملحوظة في حركة الحاويات، ليعزز مكانته كأحد أبرز الموانئ في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. وفقًا للتقرير الأخير الصادر عن شركة “ألفا لاينر” المتخصصة في تحليل بيانات النقل البحري، سجل الميناء نسبة نمو بلغت 18.8% في حركة الحاويات خلال العام 2024، مما دفعه إلى التقدم مرتبتين في التصنيف العالمي ليصل إلى المرتبة السابعة عشرة من بين 500 ميناء حاويات على مستوى العالم.
و شهد ميناء طنجة المتوسط في عام 2024 نموًا كبيرًا في حركة الحاويات، حيث تمكن من مناولة أكثر من 10.24 مليون حاوية نمطية مكافئة لعشرين قدمًا، مقارنة بعام 2023، مما يعكس الطلب المتزايد على خدماته. هذا النمو الملموس يعزز من دوره الاستراتيجي في مجال النقل البحري، سواء على مستوى البحر الأبيض المتوسط أو على مستوى القارة الإفريقية ككل.
إلى جانب ذلك، أشار التقرير إلى أن الميناء استطاع التغلب على العديد من التحديات المتعلقة بتوسيع قدراته الاستيعابية وتحسين جودة خدماته، وهو ما يعكس التطور الكبير في مستوى البنية التحتية والتقنيات المستخدمة في عمليات التفريغ والشحن.
بفضل هذا الإنجاز، عزز ميناء طنجة المتوسط مكانته كأكبر ميناء في شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. يشير الخبراء إلى أن هذا النمو لا يمثل مجرد زيادة في الأرقام، بل يعكس أيضًا الثقة الكبيرة التي يحظى بها الميناء من قبل مشغلي الموانئ وشركات النقل البحري الدولية، فضلاً عن مكانته كحلقة وصل حيوية بين القارات.
إحدى النقاط اللافتة في التقرير هي قدرة الميناء على تجاوز ميناء الجزيرة الإسباني في حركة مناولة الحاويات، ما يعكس تفوقه على بعض الموانئ الأوروبية التي كانت تعد من بين الأبرز في هذا المجال. من شأن هذه النتائج أن تفتح أمام الميناء المغربي فرصًا جديدة للتوسع في السوق الدولية.
ما يميز هذا الإنجاز هو التخطيط الدقيق والاهتمام بالتفاصيل في تنفيذ المشاريع. فقد ساهمت مجموعة من العوامل في الوصول إلى هذه النتائج الباهرة، أبرزها تحسين تقنيات المناولة وتوسيع قدرات الميناء لاستيعاب أكبر عدد من الحاويات في وقت أقل، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على تسريع عمليات الرسو البحري وتقليص أوقات الانتظار، مما جعل الميناء أكثر جذبًا لشركات النقل البحري الدولية.
علاوة على ذلك، تساهم العمليات اللوجستية الحديثة في زيادة كفاءة النقل البري عبر ربط الميناء بشبكة طرق سريعة ومتطورة تسهم في تسهيل حركة البضائع إلى مختلف الوجهات في المغرب وخارجه. هذا التكامل بين النقل البحري والبري يجعل من طنجة المتوسط نقطة محورية في سلسلة الإمداد الدولية.
و مع الانتهاء من العديد من المشاريع التوسعية، يتوقع أن يشهد الميناء مزيدًا من النمو في السنوات القادمة، مما سيزيد من قدراته الاستيعابية ويعزز موقعه كأحد الموانئ الرائدة عالميًا.