كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن التساقطات المطرية والثلجية التي شهدها المغرب منذ بداية شهر شتنبر الماضي ساهمت بشكل كبير في تعزيز المخزون المائي الوطني، مشيراً إلى أن هذا الاحتياطي بات كافياً لضمان تزويد المغاربة بمياه الشرب لأكثر من سنة ونصف.
وخلال جلسة عمومية مخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أوضح الوزير أن هذه التساقطات، رغم تفاوتها المجالي، لعبت دوراً محورياً في تخفيف حدة الأزمة المائية التي كانت تعيشها البلاد، حيث انتقل المغرب من وضعية “إجهاد مائي حاد” إلى “إجهاد مائي طفيف”.
وأشار بركة إلى أن التساقطات التي عرفتها مدينة طنجة منذ شتنبر بلغت 58 ملم، بينما ظلت ضعيفة جداً في عدد من الأقاليم الجنوبية، حيث لم تتجاوز 7 ملم. ورغم ذلك، أكد الوزير أن الأثر الإيجابي لهذه الأمطار كان واضحاً على مستوى الفرشاة المائية والسدود، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى.
ويأتي هذا التحسن في ظل سنوات عجاف عانى خلالها المغرب من تراجع خطير في الموارد المائية، مما دفع الحكومة إلى تبني مجموعة من الإجراءات الاستعجالية لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، من بينها تعبئة الموارد غير التقليدية كتحلية مياه البحر، وتوسيع شبكة الربط بين الأحواض.
ويُرتقب أن تساهم هذه التطورات في تخفيف الضغط على السدود وموارد المياه الجوفية، في انتظار تعزيز الاستثمارات الموجهة للقطاع المائي لمواجهة التحديات المناخية المتصاعدة.