تعتبر معركة حطين إحدى المعارك الفاصلة بين الصليبيين والمسلمين عبر التاريخ الإسلامي، والتي وقعت في عهد الدولة الأيوبية في عام 583 هجرياً الموافق عام 1187 ميلادياً، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي اندلعت به بقرية حطين، والتي تقع على جبل حطين بدولة فلسطين، وهي تبعد عن مدينة طبريا ما يقارب تسعة كيلومترات، وكانت هذه القرية تشكل طريق رئيسية وحيوية من خلال مرور القوافل التجارية والجيوش المتجهة إلى بلاد الشام والعراق ومصر منها، مما جعلها تتمتع بمكانة وأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة لتصبح مطمع الأعداء والمجاورين، وسنقدم معلومات عن معركة حطين في هذا المقال.
أحداث معركة حطين التاريخية
قاد الجيش الإسلامي في معركة حطين القائد صلاح الدين الأيوبي بعد قيامه بالقضاء على الدولة الفاطمية الشيعية وتأسيس الخلافة الإسلامية الراشدة في مصر، وقد اشتهر صلاح الدين بالتخطيط الجيد للقتال بشراسة وشجاعته البطولية وقوة حبه للدفاع عن الإسلام.
قام بقيادة الجيش الصليبي ثلاثة من الأمراء هم أمير طرابلس (ريمون الثالث) وأمير إنطاكية (غي دي لوزينيان) وأمير حصن الكرك (رينو دي شاتيون).
شهدت كتب التاريخ التي تحدثت عن هذه المعركة على شجاعة واستبسال المسلمين ضد الصليبيون، الذين وجدوا أنفسهم في مأزق ووضع سيء، وذلك لقيام قائد جيش المسلمين صلاح الدين الأيوبي بتطويقهم وحصارهم الشديد داخل بلاد الشام التي كانوا يسيطرون عليها، حيث ألحق بهم هزيمة كارثية أدت إلى سحق جيوشهم.
حقق صلاح الدين والمسلمين الفوز والنصر الكاسح على جيش الصليبيين، ليمهّد هذا الفوز نهاية حكم الصليبيين، الذين عاثوا فساداً بالأرض ويخلص الحرث والنسل من الجور والأذى الذي طال بهم، ويحرر العديد من البلاد الإسلامية التي كانت محتلة من قبلهم، وأعاد بنصره عزة وكبرياء الإسلام والمسلمين.
أسباب ودوافع قيام معركة حطين
يرجع اندلاع هذه المعركة إلى عدة أسباب رئيسية وهي: يعود السبب الأول والمباشر لوقوع معركة حطين إلى قيام البارون الإفرنجي والصليبي (رينو دي شاتيون) والقادم من فرنسا بشنّ غزو قذر ودنيء بهدف السرقة والنهب، وقد عُرف شاتيون بوقاحته وحماقة مغامراته، حيث قام في عام (1155) ميلادي باجتياح ونهب جزيرة قبرص وهي تحت الحكم البيزنطي آنذاك، وقد أطلق سراحه نور الدين زنكي مؤسس الدولة الزنكية، ليتخذ (شاتيون) حصن الكرك مقراً له بالأردن، غير أنه لم يتوقف عن قطع الطرق وسلب القوافل، مما دفع الجيش الإسلامي بالخروج لقتاله والقضاء على ملكه وطغيانه وظلمه.
كان أحد الدوافع المهمة لاندلاع هذه المعركة هو إيقاف الزحف الصليبي والعدوان الإجرامي الفاجر على بلاد المسلمين، وتحرير مدينة القدس الشريفة التي قاموا باحتلالها في عام (1099) ميلادي، وحفظ قدسيتها وحرمتها لدى المسلمين والنصارى واليهود.
تنصيب بعض الإقطاعيين والفرسان الصليبيين أنفسهم ملوكاً وأمراء على أهل المناطق التي قاموا باحتلالها، مما شكل دافعاً وحافزاً لدى المسلمين لتحرير البلاد الإسلامية وشعوبها من الخطر الصليبي الغاشم.