انطلقت مساء أمس الجمعة 28 يوليو 2023 بقصر أولاد الزهراء جماعة عرب الصباح بمدينة ارفود فعاليات الملتقى الوطني الأول لشيوخ لكلام ، الذي تنظمه الجمعية الزهراوية للتنمية القروية ،بشراكة مع الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة.
ويأتي هذا الملتقى في إطار الإحتفال بالذكرى 24 لعيد العرش المجيد ،ولمعرفة أهداف هذا الملتقى طرحنا السؤال التالي على مدير المهرجان، لماذا ملتقى شيوخ الكلام ؟ فكان رد مدير المهرجان :
ننأمل من خلال هذا الملتقى أن نؤسس لملتقي وطني تحت عنوان: ” شيوخ الكلام ” ليكون شعلة أخرى تنير واحدة من أركان الثقافة المغربية التي تحوي قصص الناس والأرض بالكلمة واللحن والنغم والآلة البسيطة والمعرفة الشعبية العريقة والتقاليد السامية الضاربة في جذور التاريخ.
نريد من هذا الملتقى لفت الانتباه إلى أهمية الموروث الشفهي المغربي الأصيل وعلى الخصوص الشعر الشعبي أو ” الكلام المنظوم ” وضرورة الاهتمام بحامليه من الكنوز البشرية الحية. كما نأمل أن نؤكد دورة بعد دورة على أهمية هذا التراث الشفهي ونبرز مجموعة من الطاقات والخبرات التقليدية والمعارف والممارسات الشعبية المغمورة لتكون ضمن الأولويات في العمل الوطني، حتى نحفظها من الانقراض.
وإذا كان علماء الاجتماع يجمعون على أن الثقافة تشمل كل ما هو مشترك عند مجموعة من الأشخاص وكل ما يربط ويجمع بينهم، من خصال وشيم روحية ومادية، عقلانية ووجدانية والتي تتجلى في الفنون والآداب ومختلف العلوم، لإبراز القيم والتقاليد وجميع أنماط الحياة والحقوق، التي تتطور في الزمان والمكان.
وحيث أن منطقة تافيلالت هي مهد ومنشأ الدولة العلوية، فهي قبل ذلك منطقة تعايشت بها إثنيات بشرية متنوعة وقبائل عريقة. مما أهلها لتكون مخزون موروث ثقافي هائل ومتنوع، مادي ولا مادي. كما أن سجلماسة كانت معبرا لتجارة القوافل الرابطة بين جنوب الصحراء وشمال المغرب. تلك المكانة وذلك الدور الذي كانت تلعبه جعلها تزخر بتراث مادي غني ومتنوع يتمثل في العمران الطيني من أسوار وأبواب تاريخية وقصبات وقصور وأضرحة وزوايا، دون أن نغفل الصناعة التقليدية وفن الطبخ. قد تجد من المهتمين والباحثين من يهتم به.
ولكون هذه الثقافات وهذا التراث يمتد على مساحة جغرافية مهمة من ملوية إلى تخوم مالي ـ اعتمادا على المعيار السوسيوثقافي ـ حيث شهدت واحاتها استيطان وتعايش قبائل أمازيغية وعربية وإفريقية ويهودية وأندلسية، ترتب عنه مزيج إثني أفرز غنى سوسيوثقافي وتراث شفاهي متميز أثرى الثقافة المغربية.