تظل جبال الاطلس الصغير الشامخة، شاهدة على ولادة الفنانة التشكيلية أسماء المجاني، بقرية ايت الفرسي، قيادة تغزوت اقليم تنغير، حيث ترعرعت، وتابعت تعليمها الابتدائي بمجموعة مدارس صاغرو، ثم الاعدادي بالثانوية الاعدادية ايت الفرسي، حيث توقف قطار مسارها التعليمي، عند محطة الثالثة اعدادي، لتتفرغ لمحترفها، الذي استبد واستعمر كل اوقات فراغها.
تشبعت أسماء بلغة الألوان، ومحاكاة الطبيعة منذ نعومة أظافرها، وتجلت موهبتها لاساتذتها في الابتدائي ثم الاعدادي، حيث أبدعت في جداريات المؤسسات التعليمية، وفي المسابقات الفنية التي تنظمها المؤسسات التعليمية، وهيئات المجتمع المدني، حيث نالت جوائز تحفيزية وشواهد تقديرية، معلنة بذلك بزوغ فجر موهبتها الفنية، التي صقلتها بالاستفادة من دروات تكوينية لكبار الفنانين التشكيليين داخل الوطن.
لقد وجدت الفنانة التشكيلية، في والدها ووالدتها، السند الاكبر، لمتابعة مسارها التشكيلي، بشغف أكبر، ومعانقة محترفها الفني، الذي يجمع بين بورتريهات شخصيات معروفة في شتى الميادين، فتشجيع والدتها لها، وتلبيتها لكل حاجياتها في هذا المجال، دفع بها للابداع أكثر، وصقل موهبتها، وأعطاها نفسا ايجابيا لتحقيق هدفها الأكبر، لتصل لوحاتها كل المعمور.
وفي تصريحها، للجريدة الاليكترونية الحدث بريس، أكدت أسماء المجاني، أنها تريد تنظيم معارض وطنية، للتعريف بلوحاتها الفنية، وايصال رسالتها الفنية الى المتعطشين للغة الألوان، غير أن غياب المهتمين والداعمين لصقل مواهب الشباب، يظل حاجزا، بينها وبين النجومية، وايصال رسائلها الفنية.
وتتميز طبيعة أعمال الفنانة بجماليتها الفنية القابلة للعديد من القراءات وتوليد الدلالات؛ إذ إنها تحاول رسم الطبيعة الصامتة التي لها معاني ودلالات عميقة، وصور لشخصيات مشهورة دوليا، لكنها تؤكد أن أهم وأعز صورة رسمتها هي صورة ملك البلاد الملك محمد السادس، التي تقول إنها لن تبيعها ولو دفعوا لها “جبلا من الذهب”، على حد تعبيرها.
في منزل والديها، تعتكف الفنانة التشكيلية العصامية على رسم بعض الوجوه المشهورة عالميا، من فناني الشاشة الصغيرة والكبيرة، ومحترفي كرة القدم ..وذلك بواسطة أدوات بسيطة، وبامكانيات ذاتية، في انتظار إلتفاتة من مسؤولي الشأن الثقافي المحلي والجهوي ولما لا الوطني.
تواصل صديقتنا الفنانة بكل شغف، وحب، رسم لوحاتها الفنية، رغم ما يتطلبه ذلك من اكراهات مالية، مؤكدة أن طموحاتها في مجال الرسم كبيرة، وأنها تأمل أن تعرف لوحاتها الفنية على المستوى الوطني والدولي من أجل تمثيل منطقتها القروية أحسن تمثيل، ملتمسة من وزارة الثقافة وكل الجهات المسؤولة مساعدتها وتشجيعها لتطوير هذا الفن العريق الذي يمكن به إعلاء راية المغرب في العديد من اللقاءات الدولية.
وحولت أسماء منزل والديها، إلى مزار فني، يستهوي العديد من الأجانب، حيث يقومون بزيارته، لاكتشاف ما ترسمه أناملها من لوحات تشكيلية بألوان باهية، آملة أن تُعرف لواحتها بالمغرب أولا، وأن تعمل الوزارة الوصية على تشجيعها واستدعائها للمعارض التشكيلية، مشتكية من كونها لم تنل نصيبها في الإعلام العمومي لإبراز موهبتها الفنية.