في بيان حماسي يفيض بالوفاء والحزن، أصدرت ألتراس “الريدمان”، المجموعة المشجعة للنادي المكناسي (الكوديم)، بياناً مؤثراً يعكس واقع الفريق والمدينة على حد سواء. البيان حمل رسائل متعددة، من التأبين المؤثر للشهيد ياسين بوراس، إلى انتقادات لاذعة لأداء الفريق، إدارة النادي، والبنية التحتية الرياضية بمدينة مكناس، وصولاً إلى استحضار معاناة المدينة نفسها في ظل تردي أوضاعها.
وفاء لشهيد الكوديم
بدأ البيان بتكريم مؤثر لياسين بوراس، أحد الأوفياء للنادي المكناسي. وصفته المجموعة بـ”شهيد الغرام”، وأكدت أن صورته ستظل محفورة في قلوبهم، رمزاً للإخلاص والانتماء. هذا الجزء لم يكن مجرد تأبين، بل رسالة عن قيمة الوفاء والانتماء التي تشكل عماد حبهم للنادي.
انتقادات لاذعة للعارضة التقنية
لم يُخفِ البيان غضب المجموعة من الأداء الكارثي للفريق والنتائج المخيبة، ووجّه أصابع الاتهام للإدارة والمدرب، متسائلين عن جدوى استمرار السياسات العقيمة التي تنعكس سلباً على أداء الفريق. وأشارت المجموعة إلى أن التغيير جاء متأخراً بعد احتجاجات الجماهير، مستنكرة غياب رؤية استباقية لدى الإدارة لتحديد مصلحة الفريق بعيداً عن الضغط الجماهيري.
بين الملعب والمدينة: مكناس تصرخ
انتقل البيان إلى الحديث عن ملعب الشرف، الذي وصفه بعبارات شديدة اللهجة، معتبرين أن تجديده جاء أقرب إلى تصميم سجن منه إلى منشأة رياضية. شكاوى الجماهير امتدت من سوء تدبير التذاكر إلى القمع الأمني الذي تعرض له المشجعون، معتبرين ذلك اعتداءً على كرامتهم كمواطنين ومشجعين.
لكن الانتقاد لم يقتصر على المجال الرياضي، إذ عرّج البيان على الوضع المزري لمدينة مكناس، حيث شوارعها المظلمة وصهاريجها الجافة، في إشارة إلى الإهمال الذي تعانيه المدينة العريقة. استعرض البيان بشاعرية مؤلمة ما اعتبره فقداناً لهوية المدينة لصالح “فساد بالهِبة” واستغلال للموارد العامة.
رسائل تتجاوز الملعب
واختتمت المجموعة بيانها برسالة تضامن مع معاناة الفلسطينيين، معتبرة أن ما يحدث على أرض الملعب يعكس واقعاً أوسع من الظلم والقمع، سواء في مكناس أو في الأراضي المحتلة، مؤكدة أن الحق سيعود مهما طال العناء.
مطالب واضحة وتهديد بالتصعيد
طالبت ألتراس الريدمان إدارة النادي بإصلاحات فورية تتعلق بالبنية التحتية للملعب واحترام حقوق المشجعين، مهددة بخطوات تصعيدية إذا استمر الوضع على ما هو عليه. كما دعت إلى احترام هوية الفريق والعمل على تحقيق تطلعات جماهيره.
بيان ألتراس الريدمان ليس مجرد تعبير عن الغضب تجاه وضع الفريق، بل هو انعكاس لحالة مجتمعية أوسع في مكناس، حيث تتداخل الرياضة بالهوية والانتماء. يبقى التساؤل: هل ستستجيب الجهات المعنية لهذه الرسائل، أم سيظل الوضع رهين الوعود التي لا تُنفذ؟