التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي دونالد ترامب الإثنين في البيت الأبيض بهدف إقناعه بعدم التسرع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأي ثمن، وإبقاء أوروبا طرفا في المفاوضات، ومناقشة الضمانات العسكرية لأوكرانيا.
ولمواجهة ما يعتبره عدد من الدول، خاصة في أوروبا تهديدا روسيا ولتدبير تداعيات تغير الموقف الأمريكي، يسعى الأوروبيون لتعبئة قواهم وتوحيد كلمتهم إزاء خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا. في هذا السياق، وتزامنا مع حلول عدد من القادة الغربيين بالعاصمة كييف في الذكرى الثالثة للغزو الروسي، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالولايات المتحدة الإثنين نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض للتحادث بشأن الملف.
من جانبه، يزور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الولايات المتحدة هو الآخر لنفس الغاية، فيما أعلنت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأحد أنها ستزور واشنطن الثلاثاء.
في طريقه للقاء ترامب، قال ماكرون “أنا وزملائي في أوروبا ملتزمون بعودة السلام بصورة عادلة ومتينة ودائمة” وعازمون على أن “يخرج أمن الأوروبيين معززا” من المفاوضات.
وبعدما تبنى الرئيس الأمريكي الموقف الروسي الذي يحّمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022، تاريخ بدء الغزو الروسي، وباشر محادثات مع موسكو بدون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، يصر دونالد ترامب على استعادة قيمة المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف منذ ذلك التاريخ، من خلال وصول الولايات المتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن الحيوية والنادرة.
واعتبرت واشنطن التي تعد لقمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي أمر “غير واقعي”.
وأثار هذا التغيير الكامل في الموقف الأمريكي بعد ثلاث سنوات من الدعم العسكري المتواصل، صدمة لدى الأوكرانيين الذين يخشون أن ترغم بلادهم على التنازل عن مساحات من أراضيها مقابل وقف إطلاق النار.
حسب مدير المرصد الألماني في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بفرنسا جاك بيير غوجان، فإن أوروبا أمام حتمية توحيد كلمتها لتعزيز موقفها، خاصة أمام “تبني ترامب بشكل مفرط مواقف بوتين”.