أديس أبابا – في أجواء روحانية مهيبة، أُعطيت صباح اليوم السبت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الانطلاقة الرسمية للأطوار الإقصائية للدورة السادسة لمسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم، التي ينظمها فرع المؤسسة في إثيوبيا، بمشاركة واسعة ضمت زهاء ستين متسابقًا من مختلف أنحاء البلاد.
وتتوزع فئات المسابقة على ثلاثة أصناف رئيسية، تشمل الحفظ الكامل للقرآن الكريم مع الترتيل برواية ورش عن نافع، والحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات، إلى جانب صنف التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل، ما يعكس تعددية الأساليب القرآنية وانفتاح المسابقة على مختلف المدارس القرآنية المعتمدة في إفريقيا.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد عثمان صقلي حسيني، المدير المالي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن هذه التظاهرة الدينية والعلمية تُجسد العناية الخاصة التي يوليها أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، للقرآن الكريم، وحرصه الموصول على صون المرجعية الدينية الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح في ربوع القارة السمراء.
وأضاف أن تنظيم هذه الدورة في إثيوبيا يجسد ثمرة التعاون البناء مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البلاد، كما يمثل مناسبة لتوجيه الشكر والعرفان لمختلف الجهات الفاعلة في خدمة كتاب الله من قراء، ومعاهد قرآنية، وزوايا، وأطر تعليمية، الذين يسهمون في نشر الثقافة القرآنية وتعميق الوعي الديني الرصين.
وشدد حسيني على أن المسابقة، التي تُجرى سنويًا في فروع المؤسسة الـ48 المنتشرة في أرجاء القارة، تندرج ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى اختيار أفضل القرّاء لتمثيل بلدانهم في المرحلة النهائية التي تُقام في المملكة المغربية، مبرزًا أن المؤسسة ماضية في تنفيذ برنامج عملها الرامي إلى تعزيز الوحدة العلمية والدينية في إفريقيا، بتوجيهات سامية من أمير المؤمنين، رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
من جهتها، أشادت نزهة علوي محمدي، سفيرة المملكة المغربية لدى إثيوبيا وجيبوتي، بأهمية هذه المبادرة التي تعكس التزام المغرب، بقيادة جلالة الملك، بدعم الجهود الرامية إلى صيانة الدين الإسلامي من الانحرافات والتطرف، وتكريس قيم الوسطية في خدمة التنمية والسلم داخل القارة.
وأبرزت أن المسابقة تسهم في ترسيخ أواصر التعاون الروحي بين المغرب وإثيوبيا، وتعكس عمق الروابط الدينية والثقافية التي تربط المملكة بدول إفريقيا، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تعزز إشعاع المغرب كفاعل محوري في المشهد الديني الإفريقي.
أما الشيخ حاج إبراهيم توفا، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، فقد نوّه في كلمة تليت باسمه، بما تحمله هذه المسابقة من معانٍ دينية وتربوية، مشيدًا بالعناية التي يخص بها جلالة الملك العلماء والمؤسسات الإسلامية بالقارة، والدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نشر قيم الاعتدال وخدمة كتاب الله.
وتندرج هذه المسابقة في إطار حرص المؤسسة على ربط الأجيال الصاعدة من الشباب الأفارقة بالقرآن الكريم، وتحفيزهم على حفظه وتجويده وترتيله، بما يسهم في بناء وعي ديني متوازن يُعزز التماسك المجتمعي ويرسّخ القيم الأخلاقية الأصيلة للإسلام في المجتمعات الإفريقية.
وبهذا الزخم الروحي والعلمي، تواصل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أداء رسالتها النبيلة، في تكريس الإسلام المعتدل وتوثيق عرى التعاون الديني بين بلدان القارة.