إفتتحت، مساء أمس الجمعة بجماعة خميس أنجرة (عمالة الفحص-أنجرة )، فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان أنجرة للتراث المنظمة خلال الفترة ما بين 23 و 25 غشت الجاري، تحت شعار “التراث الأنجري موروث مغربي و إمتداد متوسطي”، بحضور مسؤولين و منتخبين محليا و جهويا، و جمهور من الساكنة.
و تسعى التظاهرة المقامة في سياق الأحتفاء و تخليد الأعياد الوطنية المجيدة إلى ترسيخ الهوية الثقافية للمنطقة و تعزيز الروابط الإجتماعية بين مختلف مكونات المجتمع، إضافة الى أهمية المحافظة على التراث كرافد للتنمية المستدامة في مغرب يعتبر تحولات عميقة على كل الأصعدة.
و تميز اليوم الإفتتاحي للمهرجان بكرنفال تراثي عكس غنى و تنوع التراث الثقافي للمنطقة الواقع بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، من حيث اللباس التقليدي و الطقطوقة الجبلية، و إفتتاح معرض للمنتوجات المجالية بمشاركة تعاونيات من مختلف القرى و المناطق المجاورة، و تكريم بعض الشخصيات المحلية، التي أسدت للمجتمع المحلي خدمات جليلة.
و في هذا السياق، قال محمد نافع العشيري، رئيس مؤسسة أنجرة للتراث المنظمة للحدث، أن من غايات إقامة نسخة هذه السنة التأكيد على سعي إدارة المهرجان لضمان إستمرارية هذا الموعد الثقافي و الفني و إنتظامه ضمن خريطة المهرجانات الجهوية و الوطنية المهتمة بالتراث الحضاري.
و أوضح العشيري، في تصريح أدلى به للصحافة، أن “منطلق ذلك هو إستلهام حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الإهتمام بالموروث المادي و اللامادي من أجل تحقيق التنمية الإقتصادية المستدامة، فضلا عن التعريف بالثقافة المحلية بمنطقة أنجرة بعمقها الأندلسي و كواجهة للمغرب على حوض البحر الأبيض المتوسط، مع الرغبة في المساهمة في دعم السياحة الجبلية و التعاونيات”.
و أكد أن هذه الفعالية هي تشكل “فرصة لإبراز غنى الثقافة و التراث المغربي في أفق الإستحقاقات الرياضية التي ستحتضنها المملكة قاريا بتنظيم كأس إفريقيا السنة المقبلة، و عالميا باستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا و البرتغال”.
من جهته، توقف رشيد العشيري، المدير الفني للمهرجان، عند الهدف من إختيار “التراث الأنجري..موروث مغربي و إمتداد متوسطي” شعارا لهذه الدورة، مبرزا أن الهدف هو تعزيز الوعي الثقافي و الفني لساكنة المنطقة بالمساهمة في الحفاظ على الخصوصيات الحضارية للمنطقة “.
و إستحضر المتحدث ذاته، في تصريح مماثل، أهمية الحفاظ و تثمين الإرث و الهوية الثقافية و الفنية و الحضارية للمنطقة، و التسويق لها لتحقيق تنمية محلية ثقافية و إقتصادية.
من جانبه، سجل عبد السلام الخياط رئيس جماعة خميس أنجرة أن “إستضافة جماعة خميس أنجرة للمهرجان هو بمثابة نافذة على تاريخنا العريق، و حاضرنا و إستشراف للمستقبل”.
و إعتبر الخياط، في كلمة له بالمناسبة، أن هذا الموعد السنوي هو “فرصة للتعريف بالتراث الجبلي الأنجري، الذي شكل على الدوام رافدا من روافد هوية المغرب المحلية و الوطنية”.
يشار إلى أن برنامج المهرجان سيتواصل بتنظيم ندوة فكرية تناقش “دور المرأة القروية في تعزيز المؤشر الإقتصادي بالمنطقة”، بمشاركة نخبة من الباحثين و الفاعلين السياسيين و الجمعويين، تليها سهرة فنية تحييها فرق تراثية محلية.
و ستختتم فعاليات المهرجان في اليوم الثالث ببرامج ترفيهية للأطفال، تليها أمسية شعرية و فنية تختزل ملامح الجمال الأدبي و الموسيقي.