شهد رواق “ضفاف” التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الخميس بالرباط، إفتتاح معرض فني متميز بعنوان “إستعادات”، يسلّط الضوء على جانب من المسار الإبداعي للفنانة المغربية الأمريكية ياسمينة العلوي، من خلال عرض سلسلتين من أعمالها الفنية : “ألف حلم و حلم” و **“ترسبات”**.
و يقدم المعرض قراءة بصرية جديدة لهاتين السلسلتين، حيث تنجح العلوي في إبراز غنى و تنوع هويتها الفنية المتجذرة في الثقافة المغربية، و المفتوحة في الآن ذاته على أساليب تعبير معاصرة و متعددة الوسائط، تجمع بين التصوير الفوتوغرافي و الرسم و التلوين.
“ألف حلم و حلم” : حكايات صامتة على الجسد
في هذه السلسلة، تمزج الفنانة بين الفوتوغرافيا و الرسم، مقدمة لوحات تستحضر أجواء أسطورية و غامضة، حيث يتحول الجسد البشري إلى مساحة فنية حية تنقش عليها أنماط زخرفية مستوحاة من الوشوم الطقوسية و المخطوطات المزخرفة و فنون التزيين المغربي.
هذا المزج يخلق عالماً بصرياً مدهشاً يربط بين الفن الكلاسيكي و التعبيرات البصرية الحديثة.
“ترسبات” : حوار بين الذاكرة و المادة
أما سلسلة “ترسبات”، فهي تأمل بصري في علاقة الذاكرة بالزوال، حيث تعتمد العلوي تقنيات متعددة الطبقات، توظف فيها أنماط الزخرفة المغربية لتكوين مشاهد تتفاعل فيها الرمزية مع العناصر المادية.
و تشكل هذه الأعمال جسراً بين الماضي و الحاضر، و تطرح تساؤلات حول ما يتبقى في الذاكرة و ما يندثر منها.
و في تصريح لها بالمناسبة، أوضحت ياسمينة العلوي أن أعمالها مستوحاة من التراث المغربي الغني، قائلة : “منذ طفولتي، و أنا أرسم أنماطاً مستلهمة من الزليج و الحناء و التطريز و المنحنيات الزخرفية، و قد طورت على مدى 15 سنة سلسلة رسومات بالحبر، قبل أن أتعاون مع المصور ماركو غيرا في تجربة دمجت بين التصوير و الرسم.”
و أكدت الفنانة أن الجسد الأنثوي يحتل مكانة مركزية في أعمالها، لكونه يشكل خلفية بصرية مثالية لعرض الزخارف المرتبطة بثقافة التزيين النسائية، مما يمنح للعمل تميزاً جمالياً و شكلاً تعبيرياً عميقاً، يتماشى مع رؤيتها الفنية التي تسعى إلى إبراز التوازن بين الهوية المغربية و التأثيرات الثقافية المتعددة.
يُذكر أن ياسمينة العلوي، من مواليد نيويورك سنة 1977، تابعت دراستها في الفنون الجميلة بكاروسيل اللوفر بباريس، و حصلت على شهادة في النحت من كلية ويليام و ماري بالولايات المتحدة.
و تتميز بممارستها لمجموعة من الفنون تشمل الرسم، التصوير، النحت، الفوتوغرافيا، السينما، و التأليف الموسيقي.
و قد تُوجت بجائزة التنوع الثقافي في بينالي داكار سنة 2018.
أما رواق “ضفاف”، الذي إفتتح سنة 2016، فيُعد منصة مخصصة للفنانين و الكتّاب المغاربة المقيمين بالخارج، و يهدف إلى دعم الإبداع المغربي في المهجر و تعزيز تواصله مع الجمهور داخل الوطن.