في واقعة أثارت موجة من الغضب وخيبة الأمل في أوساط المجتمع العلمي والتربوي، تم استبعاد الفريق الوطني النسوي للرياضيات من المشاركة في الأولمبياد الأوروبي للرياضيات للفتيات (EGMO)، الذي انعقد مؤخراً في كوسوفو، وذلك نتيجة تقصير إداري حال دون حصول التلميذات على تأشيرات السفر في الوقت المناسب.
الفريق المغربي، الذي كان يستعد لهذا الحدث العلمي البارز منذ ثلاث سنوات، وجد نفسه خارج المنافسة رغم الجهود المتواصلة التي بذلتها التلميذات والمدربات وأطر التأطير العلمي. وبحسب ما أفادت به مصادر من داخل الفريق، فإن التأخير في الإجراءات الإدارية المرتبطة بطلبات التأشيرة كان السبب الرئيسي في غياب المغرب عن هذه الدورة، ما اعتبره كثيرون إهانة لمواهب شابة وحرماناً غير مبرر لها من فرصة تمثيل الوطن في محفل دولي.
الحادثة فتحت الباب أمام تساؤلات حول طريقة تدبير المشاركات المغربية في التظاهرات الدولية العلمية، ومدى جدية الجهات المعنية في مرافقة الكفاءات الشابة وتشجيعها على التميز. كما أعادت النقاش حول البيروقراطية التي لا تزال تُقصي الكفاءات من دون محاسبة أو مساءلة.
ورغم الصدمة، عبّرت التلميذات عن اعتزازهن بما وصلن إليه من مستوى علمي مشرف، مؤكدات أنهن سيواصلن مسارهن بثبات، لكنهن لم يُخفين شعورهن بالخذلان أمام غياب المسؤولية من طرف الجهات التي كان يُفترض أن تؤمن لهن أبسط الشروط للمشاركة.
يُذكر أن المغرب لطالما شارك في هذه المسابقة بأداء مشرّف، وحقق مراكز متقدمة خلال دورات سابقة، ما يجعل غيابه هذه السنة تراجعاً مؤسفاً في سجل حضوره العلمي على المستوى الأوروبي والدولي.