أحدثت محاولة إغتيال الرئيس الأمريكي السابق و المرشح الجمهوري للبيت الأبيض، دونالد ترامب، صدمة داخل المجتمع الأمريكي، إذ إستنكر هذا النوع من العنف الذي عزته وسائل الإعلام و الملاحظون، اليوم الأحد، بشكل كبير إلى الإستقطاب الشديد الذي تشهده الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
و كتبت “وول ستريت جورنال”، في منبر رأي يحمل توقيع هيئة التحرير، أن “محاولة إغتيال دونالد ترامب ليلة السبت تعد لحظة مروعة بالنسبة لأمريكا و كان ممكنا أن تكون أسوأ بكثير. لكن لا يمكننا أن نقول أن الأمر مفاجأة”.
و سجلت الصحيفة، التي تصدر صفحتها الأولى عنوان “ترامب ينجو من محاولة إغتيال”، أن “الإنقسامات السياسية و خطاب الكراهية بلغا مستوى من الإتقان غالبا ما أدى خلال تاريخ الولايات المتحدة، إلى أعمال عنف و محاولات قتل. لا يزال البعض منا يتذكر عام 1968 جيدا”، في إشارة إلى الرئيس جون كينيدي الذي أطلق عليه مسلح النار أثناء عبور موكبه لشوارع دالاس.
بدورها، وصفت هيئة تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” هذا العمل العنيف بأنه “مأساة” “يمكن أن تشكل لحظة خلاص سياسي” بالنسبة لأمريكا.
و جاء في الصفحة الأولى للجريدة “تلقى الأمريكيون يوم السبت تذكيرا بالتهديد الذي يشكله العنف السياسي على ديمقراطيتنا”.
و تابع المصدر ذاته، “لا يزال هناك الكثير مما نجهله عن المعتدي و عن عملية إطلاق النار، التي يتم التحقيق بشأنها بإعتبارها محاولة إغتيال. لكن هناك أمرا واضحا : و هو أن كل محاولة لحسم إنتخابات بواسطة العنف تعد محاولة بغيضة. العنف يتعارض مع الديمقراطية. بطائق الإقتراع، و ليس الرصاص، يجب أن تكون على الدوام سبيل تغلب بها الأمريكيين على خلافاتهم”.
و تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” على صفحتها الأولى “ماذا نريد أن نفعل يا أمريكا ؟”، موضحة في تحليلها “لقد تأثرنا جميعا بالسياسات التي تحفز البغضاء، أيا كانت قناعاتنا”.
و أضافت أن “أحلك ساعات التاريخ الأمريكي، تلك التي ألقى العنف السياسي بظلاله عليها، تذكرنا بأنه يجب بإستمرار محاربة التحريض و الكراهية و عدم التسامح معها أبدا”.
من جانبها، إعتبرت “يو إس إي توداي” أن محاولة إغتيال الرئيس الأمريكي السابق تعد بمثابة “ناقوس خطر”.
و أبرزت الصحيفة في منبر رأي، أنه “عقب إطلاق النار خلال التجمع الإنتخابي لترامب، يجب على الأمريكيين أن يرصوا صفوفهم”.
و غداة نجاته من محاولة إغتيال، حث دونالد ترامب، الأمريكيين على الإتحاد، مؤكدا أن “الله وحده منع وقوع ما لا يمكن تصوره”.
و كتب ترامب، على منصته “تروث سوشال”، “في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين، و أن نظهر طبيعتنا الحقيقية كأمريكيين، ببقائنا أقوياء و مصممين، و عدم السماح للشر بأن ينتصر”، مؤكدا أنه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي ينطلق غدا الإثنين في ميلووكي، بولاية ويسكونسن.
و تم إجلاء دونالد ترامب، البالغ من العمر 78 سنة، على وجه السرعة من تجمع إنتخابي أمس السبت في ولاية بنسلفانيا (شمال شرق الولايات المتحدة)، و كانت أذنه اليمنى ملطخة بالدماء، بعد إصابته بطلق ناري.
و تم “تحييد” الشخص الذي أطلق النار، فيما لقي أحد الحاضرين حتفه، و أصيب إثنان آخران بجروح بليغة.
تأتي محاولة الإغتيال قبيل إنعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، المقرر في ميلووكي، بولاية ويسكونسن، ما بين 15 و 18 يوليوز الجاري لإختيار دونالد ترامب مرشحا رئاسيا للحزب برسم إقتراع نونبر المقبل، في مواجهة منافسه الديمقراطي، جو بايدن.