الحدث بريس:جمال كريمي بنشقرون.
نتحدث عن التدريس بلغات متعددة وليس لغة محددة …، ونؤكد على أن العربية و الأمازيغية لغتين رسميتين على الدولة الاهتمام بهما و تقويتهما اكثر في منظومتنا التعليمية وحياتنا الإجتماعية…، ونسجل باستغراب كبير ان من يدعون عكس ذلك و يعتبرون الفرنسية لغة المستعمر… تجدهم يدرسون ابناءهم في معاهد فرنسا ومؤسساتها التعلمية كديكارت مثلا وغيرها…بل يملكون مدارس خصوصية تدرس بالفرنسية من التعليم الاولي الى مختلف المستويات …
إن الواجب يحتم على من ينتج ويصنع السياسة العمومية ان يطبقها على نفسه اولا … كفى شعارات … كفى و كفى ، على السياسيين و النقابيين القيام بالمبادرات و الانخراط الى جانب عامة الشعب نضالا وفيا يكون مذاقه المر حلوا بايجاد الحلول و الاسهام في معالجة الظواهر، لا ان نركن جانبا و نهرب بأبنائنا بعيدا …، و نقرر من خلف مكاتبنا و على كراسي المسؤولية سياسة تطبق على غيرنا من فئات الشعب ، الذي نستجدي اصواته لبقائنا، كم غريب هو أمرنا و مقرف عملنا هذا … ليكون التعليم الجيد لنا …والخراب لغيرنا…، كي نستفيذ دائما من ثمار التخلف …بدون وعي، نسعى بذلك مطبقين لوصايا الامبريالية الغربية و اللبيرالية العالمية المتوحشة الهدامة، القاتلة للروح الاجتماعية بين البشر، المؤمنة فقط بالرأسمال …، حتى اصبحت المادة اليوم كل شيئ في مجتمعنا هذا. فياترى مالسر وراء قرار المغادرة الطوعية التي افرغت مؤسسات الدولة من اطرها الكفأة والمختصة؟ منحت لهم الاموال ليغادروا، فاسسو بها مشارع خاصة، و عادو من خلالها الى العمل مجددا مع من سرحوهم بعقود و أرباح إضافية اثقلت الميزانية اكثر مما ادعوا بذلك تخفيق كثلة الاجور عبرها!.
إن تهميش الطبقات الشعبية وتخلفهم الثقافي و الاجتماعي و إفقارهم له ضريبة سيؤديها الحاكمون و نبلاء القوم يوما ما من خلال تمرد و ثورة الرعاع و الدهماء … ضد التفييئ الطبقي ،ضد العزل الإجتماعي، حيت امتد اليوم الحقد الاجتماعي و انتشرت الجريمة و تعددت مظاهرها …فاختنقت احياؤنا الشعبية … لترسل لمن يهمه الامر رسالة انه لا بديل عن الاندماج الطبقي حلا لكافة المعضلات الاجتماعية، و ان المدرسة العمومية الوطنية، الحاضنة لكل الفئات و الطبقات الإجتماعية المبنية على سياسة تعليمية موحدة، تؤمن بالمساواة و تضمن تكافؤ الفرص…هي الكفيلة بإعادة المجد عنوانا للترقي عبر التعليم والى الايمان الوطني الصادق و العمل الجماعي القوي دفاعا عن الوطن و ابتغاء النصر عنوانا للتنمية الشاملة على كافة الاصعدة وكل المستويات…
إن التنويع او التناوب اللغوي مهم جدا اليوم، و لاعلاقة للهوية المغربية المتنوعة والغنية، بقضية التعليم بكل ما تحمله من ثقل مرتبط بصناعة وبناء العقل البشري، من استراتجية تعيلمية قوية تعتمد العصرنة و الانفتاح المنتج، من خلال تدريس بعض المواد بلغات متعددة وطنية و أجنبية، و تمكن كافة ابناء المغاربة من اللغات الأجنبية الاكثر تداولا في العالم ، فالواقع العالمي اليوم يفرض ذلك في ظل العولمة و التطور العلمي والتكنولوجي …، إذ ان دستور المملكة المغربية يؤكد على الغنى الهوياتي في ديباجته و ينص على الغنى اللغوي و تعدده في الفصل الخامس منه…
إن المخرج الاصلاحي الفاعل في نظري، هو توحيدالمنظومة التعليمية وإلغاء ما يسمى بالتعليم الخصوصي ماقبل التعليم العالي، ليتقلى الجميع نفس التعليم الى حدود الحصول على البكالوريا، بعدها فليتنافس المتنافسون ويختاروا بين العام والخاص من الكليات و المعاهد و المؤسسات.