شهدت أسواق الخضر في المغرب خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، مما أثّر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين. على الرغم من وفرة بعض أنواع الخضر في الأسواق، إلا أن أسعارها تجاوزت عشرة دراهم للكيلوغرام، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع وتداعياته على المستهلكين.
و تعاني العديد من المناطق المغربية من ندرة التساقطات المطرية، مما يؤدي إلى نقص في الإنتاج الزراعي وارتفاع تكاليف الإنتاج. وفقًا لعبد الكبير معايدن، الكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، فإن هذا الارتفاع يرجع بالأساس إلى ندرة التساقطات المطرية وما يرافقها من جفاف تعرفه البلاد طوال السنوات الماضية.
الأسباب :
تسبب غلاء أسعار المحروقات في زيادة تكاليف النقل، مما ينعكس سلبًا على أسعار الخضر في الأسواق. كما أشار مهنيو قطاع النقل إلى أن تكلفة النقل نتيجة غلاء أسعار المحروقات تساهم بشكل كبير في هذا الغلاء.
و تسببت موجة البرد التي تضرب مجموعة من المدن المغربية في تقليص الإنتاج الزراعي لبعض الخضر، مما أدى إلى نقص في العرض وارتفاع الأسعار. كما أضاف مهنيو القطاع أن موجة البرد التي تضرب مجموعة من المدن المغربية تسببت هي الأخرى في هذا الغلاء.
كما تؤدي زيادة الطلب على بعض الخضر، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، إلى ارتفاع الأسعار. كما أن تصدير بعض المنتجات إلى الأسواق الدولية قد يقلل من العرض المحلي، مما يساهم في زيادة الأسعار.
و يؤثر هذا الارتفاع في أسعار الخضر بشكل كبير على الأسر ذات الدخل المحدود، حيث يثقل كاهلها ويزيد من معاناتها اليومية.
وفقًا لتقرير سابق أعدته اللجنة الاستطلاعية التي أشرفت عليها لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، فإن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار تتمثل في العدد الكبير للوسطاء وعدم خضوعهم لما يكفي من المراقبة.
الحلول :
من المهم دعم الفلاحين المحليين وتوفير التقنيات الحديثة لمواجهة تحديات الجفاف وتغير المناخ، مما يساهم في زيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الاستيراد. كما يجب تكثيف المراقبة على الوسطاء والتجار لضمان شفافية الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية التي تؤدي إلى رفع الأسعار بشكل غير مبرر.
من المهم أيضًا توعية المستهلكين حول كيفية اختيار المنتجات الموسمية والمحلية، مما يساعد في تقليل الطلب على المنتجات المستوردة ويخفف من الضغط على الأسعار.