كشف استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 1650 شخصا، أن الجزائر تبقى هي أكثر البلدان في شمال افريقيا التي يُمكن أن تدخل في حرب ضد المغرب، بسبب الخلافات السياسية والتاريخية حول الصحراء وترسيم الحدود بينهما ودعم الجوائر لجبهة البوليساريو، مقارنة بدول أخرى مثل إسبانيا وموريتانيا، ووفق الاستطلاع 1434 من المصوتين اختاروا الجزائر، ما يُمثل نسبة 86 بالمئة من مجموع المصوتين، في حين حلت إسبانيا في المرتبة الثانية بمجموع أصوات بلغ 156 صوتا ما يُمثل نسبة 9 بالمئة من مجمل الأصوات، بينما صوت 64 شخصا فقط لموريتانيا، وبالتالي نسبتها لم تتعدى 3 بالمئة.
وتضمن الاستطلاع الذي قام به موقع “الصحيفة” سؤالا هو “ما هي الدولة التي قد تدخل في حرب عسكرية ضد المغرب بسبب خلافها السياسي والتاريخي مع المملكة”، وكان المصوتون أمام 3 خيارات، هي الجزائر وإسبانيا وموريتانيا، للتصويت على البلد الذي يرون أنه الأكثر احتمالية لخوض مواجهة عسكرية ضد المملكة المغربية.
وتعكس نتيجة الاستطلاع الوضع المتوتر الحالي الذي يجمع بين المغرب والجزائر، خاصة أن الأزمات بين البلدين زادت استفحالا منذ تولي عبد المجيد تبون رئاسة البلاد في سنة 2019، خلفا للراحل عبد العزيز بوتفليقة، وكانت من بين قرارات النظام الجديد اتخاذ قرار قطع كافة العلاقات مع المغرب في سنة 2021.
كما أن الجزائر استعملت مرارا لغة التهديد والوعيد بالحرب في السنتين الأخيرتين، في وقت يخوض فيه البلدان، سباقا نحو التسلح، مما يُبقى احتمالية حدوث حرب في المنطقة، ستكون على الأرجح بين المغرب والجزائر على عكس الوضع مع بلدان أخرى، كإسبانيا على سبيل المثال.
وبخصوص موريتانيا، فإن نتيجة الاستطلاع تعكس حقيقة الوضع الذي يستبعد حدوث أي مواجهة عسكرية بين الرباط ونواكشط، في ظل العلاقات الجيدة التي تربط البلدين، بالرغم من بعض الخلافات التي تحدث بين الحين والأخر بشأن تأسيس موريتانيا وانفصالها عن المغرب في العقود المنصرمة.
وكان المغرب وإسبانيا قد دخلا مؤخرا في أزمة ديبلوماسية حادة منذ منتصف 2021 وقد استمرت إلى غاية سنة كاملة، على خلفية قضية الصحراء، غير أنه في خضم تلك الأزمة لم تكن هناك تلويحات من الطرفين باستعمال القوة العسكرية.