لا شك أن إقدام الحكومة على المصادقة على مشروع قانون يتعلق بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والإعلام حرك الكثير من المياه الراكدة وأثار ردود فعل متباينة مع أن غالبيتها العظمى كانت ضد التدخل في شؤون مهنة المتاعب مغلبة مبدأ استقلالية الجسم الصحافي وضرورة الإسراع بإجراء انتخابات المجلس الوطني بدل إحداث لجنة أجمعت مختلف أطياف الجسم الصحافي على رفضها.
ومساهمة من “الحدث بريس” في النقاش الدائر التقت الإعلامي عبد العزيز كوكاس وطرحت عليه ثلاثة أسئلة في إيجازها كثير من العمق ترجمته إجابات ضيفنا التي حملت في طياتها هموم كل رجال صاحبة الجلالة.
ما تعليقكم على الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والإعلام؟
ما يحدث اليوم بخصوص المجلس الوطني للصحافة يشير إلى المستوى الذي وصل إليه الجسم الإعلامي من إبدال واعتلال، ذلك أنه إذا تفهمنا تمديد الجهاز التنفيذي لعمر ولاية القائمين على هيئة المجلس الوطني للصحافة، بحكم جدة المؤسسة والصعوبات الحقيقية التي اعترضت انتخاب هيئة جديدة للمجلس وفق اللوائح القانونية المنصوص عليها، فإننا اليوم نعتبر تعيين لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والإعلام من طرف الحكومة تدخلا سافرا في آخر ما تبقى من القلاع الرمزية للصحافيات والصحافيين، تحت أي تبرير أو مسمى، كانت مدة ستة أشهر ضرورية لتدارك أشكال الأعطاب سواء في القوانين أو في اللوائح من أجل إعادة تجديد الدماء في هيئة المجلس الوطني للصحافة.
ما رأيكم في التجاذبات التي يعرفها الجسم الصحافي بين مختلف تنظيماته للفوز بدفة قيادة المجلس الوطني للصحافة من جهة والحصول على الدعم العمومي من جهة ثانية؟
أعتبر أن التجاذبات التي يعرفها الجسم الصحافي بين مختلف تنظيماته كان يمكن أن تكون صحية ودالة على التعدد والاختلاف في الأطاريح ووجهات النظر، ففي الاختلاف رحمة والتنوع مفيد لكل حوار ديمقراطي متى كان ذلك وفق قواعد أخلاقية تراعي وجهات النظر ويتم التعبير عن الآراء المختلفة بطرق حضارية، لكن المشكل اليوم لدينا هو أن الجسم الإعلامي منقسم على نفسه، وصراعاته ليست كلها ذات طابع مبدئي، بل نجد أن أغلبها تتحكم فيه الرغبة في الفوز بقيادة المجلس الوطني للصحافة من جهة والحصول على الدعم العمومي من جهة ثانية، دون أن أستثني وجود نيات حسنة تسعى لتحصين ما تبقى من آمال في الحقل الإعلامي.
ما هي الإضافة التي قدمها المجلس الوطني للصحافة ببلادنا؟ وما تقييمكم لأدائه منذ إنشائه؟
كان مفروضا في هذه المرحلة أن تلتئم السواعد وتتحد النيات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لإخراج المجلس الوطني الذي لم يكمل تجربته الأولى، ولست من الذين يرمون الصبي مع الغسيل، هناك مكتسبات جيدة حصلت وهناك تراكم إيجابي في بعض الخطوات التي أقدم عليها المجلس الوطني المنتهية صلاحيته، وبرغم كل الانتقادات، أعتقد أن المرحلة تستدعي تحكيم المصلحة العليا للهيئة الدستورية التي ظللنا نطالب بها والحفاظ على المجلس الوطني للصحافة وتعميق التجربة وإنضاجها بدل التراشق والحروب الصغيرة واتهام الناس في ذممهم فقط لاختلافنا معهم، هذه طريقة غير أخلاقية.