تضاعفت حالات التجسس على الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام. باستخدام برامج تجسس متطورة في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الماضية. ويدعو الاتحاد الدولي للصحافيين وجميع المنظمات النقابية الأعضاء فيه بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. جميع الحكومات والمنظمات الدولية للعمل معا والتعاون مع نقابات الصحافيين لتطوير اجراءات تنظيمية. تحظر مراقبة الصحافيين وتعترف بحرمة اتصالاتهم وعدم جواز مراقبتها.
وكشفت التقارير المتزايدة عن اتساع ظاهرة استخدام برامج التجسس ضد الصحافيين في جميع انحاء العالم. وتشير إلى أن المراقبة الرقمية للصحافيين هي التهديد الرئيسي ضد حرية الصحافة.
من آسيا والمحيط الهاديء، إلى أمريكا الجنوبية، مرورا بأوروبا والشرق الأوسط. استخدمت الحكومات برامج تجسس متطورة ومصممة لمكافحة الجريمة المنظمة لاستهداف الصحفيين.
وتسبب غياب اللوائح التنظيمية والرقابة على استخدام هذا النوع من برامج التجسس، المصممة أصلا لمكافحة الجريمة والإرهاب. إلى استخدامها كيديا ضد الصحافيين، والسياسيين. والمدافعين عن حقوق الإنسان وقادة المجتمع المدني. وبالنسبة للصحافيين والاعلاميين، فقد تم استخدام هذه البرمجيات لاختراق أجهزتهم. حيث يتم إختراق أي هاتف بمجرد القيام بالضغط على رابط مرسل إلى مالك الجهاز. ويمنح للجهة المتجسسة وصولاً كاملاً إلى كلمات السر، الحسابات، المكالمات، الرسائل الالكترونية وحتى الرسائل المشفرة. كما يستطيع تسجيل أفلام، وتسجيلات صوتية ويقرأ رسائل دون معرفة مالك الجهاز. ونتيجة قدرة الحكومات على مراقبة أدوات عمل الصحافيين بشكل كامل فإنها تستطيع الكشف عن مصادرهم. وتعطل البحث والتقصي، وترهب الإعلاميين وفي بعض الأحيان تضع حدا لبحثهم الصحافي.
التجسس على الصحافيين: ممارسة شائعة تمارسها الحكومات في مختلف أنحاء العالم
وأشارت تقارير عدة صدرت خلال الأشهر الماضية عن مؤسسات إعلامية ومنظمات دولية إلى عمليات اختراق هواتف لصحافيين وإعلاميين. ففي يوليوز 2021 كشف تحقيق استقصائي عالمي صادر عن منظمة “فوربيدن ستوريز” الإعلامية أن أكثر من 180 صحفيا على الأقل تم التجسس عليهم بواسطة برنامج “بيغاسوس”. ولكنه لم يكن البرنامج الوحيد الذي استخدم للتجسس على الصحافيين.
وأفاد معهد “سيتزن لاب” للأبحاث، بأنه تم اختراق هواتف حوالي 31 صحافيا وعاملا إعلاميا في السلفادور بواسطة برنامج “بيغاسوس”. بين يوليوز 2020 ونونبر 2021، وكان موقع “ألفارو” الإخباري على الإنترنت هو الهدف الرئيسي للهجوم.
ويخص 22 من الهواتف المخترقة، بحسب التقرير، صحافيين يعملون في “ألفارو”، تطرقوا لقضايا حساسة تتعلق بإدارة الرئيس “نييب بوكيلي”.
وتعرض الصحافي “ثاناسيس كوكاكيس” للتجسس بواسطة برنامج مراقبة جديد يسمى “بريداتور” لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في الفترة الممتدة مابين 12 يوليوز و24 شتنبر 2021، في حين كشف تقرير آخر عن مزاعم بتعرض صحافيين كتالونيين في إسبانيا لمراقبة منهجية عبر برنامج “بيغاسوس”. كما تعرض هاتف الصحافية سهير جرادات في الأردن، للاختراق ببرامج للتجسس بين غشت 2019 ودجنبر 2021.
حجم التجسس على الصحافيين
ربما يكون حجم التجسس على الصحافيين أكبر بكثير مما ظهر. ونتيجة لتوالي الكشف عن حالات التجسس وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، يناشد الاتحاد الدولي للصحافيين، الصحافيين بمضاعفة جهودهم في حماية بياناتهم وأجهزتهم. وأن تقوم المؤسسات الإعلامية بتعزيز السلامة الرقمية للصحافيين.
كما ناشد الحكومات بأن تقر في القوانين الوطنية بحرمة اتصالات الصحافيين. وعدم جواز التجسس عليهم من الناحية المبدئية وفي صياغتها لبعض القوانين والإجراءات التنظيمية مثل القوانين التي تنظم عمليات التنصت.
كما طالب المجتمع الدولي بأن يتبنى آليات تنظيمية تسمح بالتفتيش ومراقبة عمل الشركات التي تنتتج برامج التجسس التي تنتهك حقوق الصحافيين الأساسية وحرياتهم.
وقال يونس مجاهد، رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين: “إن التجسس على الصحافيين يفرط بسلامتهم وامنهم. ففي كل يوم يتم اكتشاف حالة تجسس جديدة على صحافي. ونتيجة تصاعد عمليات التجسس الرقمي على الصحافيين، هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات على المستويين الدولي والوطني للحد منها. كما سيناقش المؤتمر العام للاتحاد الدولي للصحافيين (الكونجرس) القادم في سلطنة عمان كيف يمكن التعاطي مع قضية التجسس على الصحافيين، وسنعمل مع أعضائنا النقابات والاتحادات الوطنية للصحافيين لضمان حماية للصحافيين من خطر هجمات هذه البرامج الخبيثة.”