الحدث بريس:مصطفى مسعاف.
تحظى الاعراس الجماعية التي تقام “بألنيف” بالجنوب الشرقي للمغرب بإهتمام عدد من المفكرين و الباحثين في المجال الثقافي و التاريخي إذ يرجح البعض كون هذه الاعراس هو صون لتاريخ هذا من جهة و من أخرى حفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة من خلال إحياء التقاليد المتجدرة لقبائل “أيت عطا” التي تسكن المنطقة..
للإشارة فإن هذه الاعراس تقام على مدار ثلاثة أيام،الأول منها يعرف بيوم “أسوكز” فقديما يتم إركاب العرسان على البغلة و الطواف بها و لكن حاليا يتم الاعتماد على حافلة لتنفيد تلك الطقوس،و حسب الأساطير فإن قطاع الطرق يعترضون العروسة رفقة الوزير إيمانا منهم في تجربة مدى قوة هذا الاخير في إيصال العروسة الى بيت عريسها.
وفي ذات السياق يتم إلباس العرسان بزي تقليدي يرمز للمنطقة،مع الحرص على تنظيم لوحات فنية من تراث أحيدوس مصاحبة لمراسيم تلك الاعراس التي تأخذ طابع التآزر بين عائلات العرسان أملا في إنجاح ما تم بدأه،اليوم الاخير يتم كشف وجه العروسة و حناء العريس ليتم في الاخير رمي بعض من اللوز و الحلوى المراد من ذلك هو إرضاء الضيوف و بث قيم التضامن و الكرم لتنتهي هذه الاعراس في جو من التآلف تطبعها تكريس للأخلاق و كذلك الحفاظ على الإرث الثقافي للمنطقة..
في السنوات الاخيرة يتوافد على هذه التظاهرة عدد كبير من الضيوف من جميع مدن المعمور رغبة منهم في إكتشاف المنطقة و كذلك تقاليدها التي تبهرهم،فهناك من انتهى به المآل الى الزواج من المنطقة نظرا للقيم الاخلاقية التي تحظى بها فتيات”ألنيف”و كذا حسن الضيافة..