الحدث بريس:متابعة.
يطل علينا النائم البرلماني والمنتخب الجماعي الغائب بخرجاته الفايسبوكية والتي اشتهر بها فريقه لذرف دموع التماسيح.
بعد خمسة أسابيع من ظهور فيروس كورونا ببلادنا، لم يقم هذا الشخص بأية مبادرة لصالح الساكنة ،وهو الذي صرف الملايين من الدراهم، على الجمعيات المحسوبة على حزبه ،والتي كانت بالأحرى، كافية لشراء معدات تعقيم المدينة وأحيائها، وساحاتها، وشوارعها وأزقتها يوميا.
وكما أشرنا سابقا، فإن ملايين الدراهم التي صرفت على الجمعيات التي تستجلب الأصوات، باستغلال مآسي وآلام الناس بالركوب عليها، وبكل الطرق الملتوية، والتي تعرض أحيانا هؤلاء الضعفاء صحيا لكل الأخطار، وذلك بتكديسهم في سيارات النقل المدرسي أو سيارات أصغر حجما للتمويه والهروب عن مراقبة السلطات، والتي أودعت خلال أقل من سبعين ساعة، أربع سيارت من نفس اللون السياسي، اثنتين منها للنقل المدرسي وواحدة صغيرة لا تتعدى سعتها أربعة أشخاص بسائقها، في الوقت الذي احتجزت سيارة إسعاف أعدت لنقل أغراض شخصية مرحلة من جماعة إلى أخرى.
فمتى يا ترى سيستيقظ هؤلاء المتربصون بآلام الناس، للركوب عليها كمطية لنيل مقاعد وثرة تسهل نوم أصحاب الضمائر الميتة، والتي لا ترقى حتى إلى ضمائر كلاب الدم الحائمة حول المجازر؟
فقد ولى زمن العبث، والمثل الذي كان يقول ” إن لم تستحي فافعل ما شئت” أصبح هذا المثل اليوم ” إن لم تستحي اليوم فهناك من يوقفك عند حدك ، ويذكرك بواجبك، ويوقف سيرة السفه التي تعودت عليها.
أما رسائلك المفتوحة، والموجهة إلى والي الجهة، فهي موجهة إلى من ألفت الكذب عليهم لتدعي أنك، بنية حسنة، تنقل المرضى ولكن السلطات منعتك، فإنك لن تكذب على هؤلاء أبدا، بل تكذب على نفسك كما كذب بالأمس رئيس جهتك الذي تقبل يده كالسيد الحاكم، والمفتي المنقذ، حين خرج إلى الناس ببلاغ كاذب، يدعي فيه أنه خصص مائة مليون درهم (100 مليون درهم)، وهو الذي لا يتوفر، بعد سقوط ميزانية 2020، إلا على ما يؤدي به السير العادي لإدارة الجهة. في نفس النسق الذي يظهر تتلمذكم جميعا على الكذب والنفاق، مدعين أنكم تحسنون صنعا، ولكن السلطات تمنعكم، في الوقت الذي ظللتم فيه جاثمين على قلوب ساكنة جهة درعة تافيلالت مدة خمس سنوات عجاف، وتتلوها سادسة أعجف منها، ببؤس جلبتموه للبلاد والعباد. صرفتم عشرات الملايين من الدراهم على الجمعيات الموالية لحزبكم، واستمالة أخرى للعمل تحت كنفكم، في الوقت الذي لم تصرفوا درهما واحدا على الصحة، ولا على راحة المواطنين بهذه الجهة الصابرة والمجاهدة.
فلم تجلبوا لهذه الجهة، منذ عقد من الزمن، وحزبكم يقود الحكومة، وأنتم تتباكون كأنكم لازلتم على مقاعد المعارضة؛ لا طرق مزدوجة، ولا طرق سيارة، ولا مستشفيات ولا تجهيزات طبية، رغم كون العديد من وزرائكم، تعاقبوا ولا زالوا، على التعليم العالي، التجهيز والنقل والماء، الطاقة والمعادن، الصناعة التقليدية، الأسرة والتضامن، الشغل . بل على العكس من ذلك، حتى الجهة التي تتميز بنشاطها المعدني، والذي يستخلص منه مجلسكم أزيد من عشرة ملايين درهما سنويا، لم ينفق منها ولو درهما واحدا، على تحسين ظروف هؤلاء البؤساء الذين تذوب أيديهم وأرواحهم في حفر مناجم تقليدية صغيرة، يسدون رمقهم اليومي بعائداتها الهزيلة، وتستخلصون منهم الضرائب لتمولوا جمعياتكم وأسفاركم ومجونكم ومجون ضيوفكم، بمطاعم معروفة بالهرهورة والرباط.
فسيحاسبكم التاريخ أمام ساكنة درعة تافيلالت التي ستعرف كيف تسحب من تحتكم ذلك البساط السحري، الذي يجعل من الخياط برلمانيا، والمعلم زعيم جهة، والمحاسب الذي لا يتقن الحساب حتى بالخشيبات يغط في النوم على مقعد مريح تحت قبة البرلمان.