إن الحديث عن مدينة “الرشيدية” الواقعة بجنوب شرق المغرب حديث ذو شجون، والمشاكل التي تعاني منها تكاد تكون بالمئات، وربما بالألوف. ويكفينا أن نتناول في مقالنا هذا جانبا من أهم الجوانب التي باتت من المسلمات وجودها في جميع المدن، وهو ضعف حظ المدينة من حيث وجود الفضاءات العمومية والمتنفسات القادرة على استيعاب أفواج المواطنين الهاربين من حر أشعة شمس المنطقة. رغم وجود البعض منها، لكن أثمنتها تفوق واقع الحال بالمنتزه أو بالفنادق المصنفة، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي عمقتها جائحة كورونا.
العين الزرقاء لمسكي
على بعد 20 كلم من مدينة الرشيدية، وتحديدا بتراب الجماعة القروية لشرفاء “مدغرة”. تتموقع “العين الزرقاء” لمسكي، التي تتربع على عرش السياحة في الجنوب الشرقي خصوصا في فصل الصيف.
وتعرف “العين الزرقاء” إقبالا كبيرا للزوار كونها المتنفس الوحيد لساكنة المنطقة، نظرا لتوفرها على مناظر تسلب العقل. بحكم تموقعها بين واحة من النخيل الذي يمنح التواجد بين ظلاله الوارفة وخضرته الممتدة شعورا رائعا بالانتماء لعالم ساحر وخلاب.
انتقل طاقم الحدث بريس إلى عين المكان، لمراقبة وضعية العين الزرقاء عن كثب، والإحاطة بالظروف التي تعيشها الساكنة نظرا لقلة المتنفسات.
وخلال هذه الزيارة، تحدث “بن عدجي مبارك” عن معاناة المواطنين بالرشيدية في إيجاد فضاءات لتمضية فصل الصيف بالمنطقة الشبه صحراوية. والذين لا يجدون أمامهم سوى خيار وحيد هو الالتحاق بالعين الزرقاء لمسكي. مطالبا السلطات المحلية بتوفير المسابح بأثمنة مناسبة لأن المواطن يلتجئ للعين الزرقاء لعدم قدرته المادية على تغطية مستحقات الفنادق.
وفي حديث مماثل أفادت “أمينة”، أن العين الزرقاء هي المتنفس الوحيد بالنسبة لساكنة الرشيدية هروبا من أشعة الشمس الحارقة. ما يؤدي إلى حدوث اكتظاظ بالعين على اعتبار أنها لا تسع كل الوافدين من المدينة والنواحي.
وناشدت أمينة السلطات إلى توفير متنفسات أقرب إلى مركز الرشيدية من العين الزرقاء. لأن الانتقال إليها من أجل الاستجمام، يؤثر سلبا على ميزانية الأسر خاصة الطبقة الفقيرة منها.
كما يقصد العديد من الأطفال الأودية والبرك المائية هروبا من حرارة الصيف. نظرا لعوز أسرهم على سداد حاجياتهم المتعلقة بهذا الجانب. على الرغم من المخاطر التي تشكلها الأودية والبرك المائية على أرواح هؤلاء الصغار.
ويبقى هذا المنتجع السياحي الهام بإقليم الراشيدية، في حاجة ماسة إلى استراتيجية جهوية تعيد إليه الإعتبار. من خلال تزويده بالبنيات التحتية الضرورية، وتسويقه وطنيا ودوليا كوجهة سياحية لا تقل شأنا عن باقي العلامات التجارية السياحية الأكثر حضورا بالمغرب.
منتزه 3 مارس
ومن حهة أخرى، يعد منتزه “ثالث مارس” المرفق الوحيد الموجود بمدينة الرشيدية. والذي ما زالت الساكنة المحلية تنتظر مبادرة فتحه للعموم بعد أن أُغلق لاحتواء وباء كوفيد-19، لتوفره على مجموعة من الفضاءات الترفيهية والمسبح.
لا يمكن أن يختلف اثنان في الدور الذي يلعبه هذا المنتزه على الطبيعة والبيئة وصحة الإنسان. كونه يلطف طقس البيئة المحلية، ويلبي حاجة الإنسان الترفيهية والترويجية.
للإشارة، إن غياب المسابح العمومية والفضاءات الخضراء بمدينة الرشيدية لا يمكن أن نحملها فقط للمجلس الجماعي أو مؤسسة عمومية لوحدها، بل للجمعيات أيضا التي لا وجود لها إلا في حالة إعلان عن دعم الجمعيات.