الحدث بريس:جمال بوالحق.
نظّم المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة بإقليم مديونة، وقفة احتجاجية أمام مقر مندوبية وزارة أنس الدكالي “بتيط مليل” وقد غصّ مسرح الاحتجاج صبيحة يوم الجمعة 10 ماي الجاري بالعديد من الأطر الطبية والتمريضية، التي صدحت بأعلى صوتها بعدة شعارات مندّدة بتجاهل المندوبة الإقليمية لمعاناتهم، وإقفال باب الحوار الاجتماعي في وجههم، واعتمادها على لغة التجاهل كوسيلة وحيدة للحوار، علاوة عن انفراديتها في اتخاذ القرار، من غير استشارة المهنيين كما جاء في نص بلاغ أعدّوه بهذا الخصوص، شرحوا فيه أسباب ودواعي الخروج للشارع للاحتجاج، معتبرين في نص هذه الوثيقة، على أن خروجهم للشارع من أجل الاحتجاج، فرضته ظروف خاصة بعد فشل الحوار الاجتماعي مع المندوبية الإقليمية للصحة، التي اعتبروها المسئولة الرئيسة عن حالة الاحتقان، التي أزّمت القطاع الصحي بالإقليم؛ بسبب سوء تدبير شؤونه بطريقة اتّسمت بالانفرادية، من غير إشراك الفاعلين الاجتماعيين، وأعطوا مثالا على ذلك، بافتتاح مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي، من غير توفير المستلزمات الضرورية.
وأشار نفس البلاغ، على أن المهنيين في القطاع، يسجلون امتعاضهم بطريقة تعامل المندوبة وهي الطريقة التي وصفوها ب “المتكبرة” في حق الموظفين وأعطوا مثالا على ذلك بالتنقيل الذي اعتبروه تنقيلا تعسفيا في حق الكاتبة الخاصة للمندوبية بدون سبب، وهي التي قضت بالمندوبية زهاء 15 سنة من العمل، تحت مبرر انتمائها الحزبي الذي لا يوافق الانتماء الحزبي للمندوبة،إضافة عمّا وصفه البلاغ، الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه، ب “التماطل” الذي تنهجه المندوبة بخصوص الملف المطلبي للشغيلة الصحية وتركها صيدليات المراكز الصحية بدون أدوية .
ويتهم المكتب النقابي للصحة، المندوبة باستغلال نفوذها واستقدام سائق خاص بها، في الوقت الذي يعاني فيه مستشفى الرازي ودار الولادة ب “تيط مليل” من انعدام سائق خاص بسيارة الإسعاف. وباستعمالها لسيارة الوحدة المتنقلة المخصصة للعالم القروي وتسخيرها لمصلحتها الخاصة، وقامت بطلائها سابقا لتتدخل الوزارة بعد ذلك، وتعمل على إعادتها لشكلها الأصلي .
وفي تصريحه على هامش هذه الوقفة الاحتجاجية، أشار محمد عبده الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، على أنه طالبنا بلقاء مع المندوبة الإقليمية للصحة؛ من أجل التوصل بجواب حول الملف المطلبي، لكن للأسف تم إدخالنا في عدة متاهات وتم الادعاء علينا بأنّنا طالبنا بتأجيل هذا اللقاء، بعد أن حدّدت لنا موعدا آخر، وهو أمر غير صحيح، فنحن لم نؤجل أي لقاء مع المندوبة، وأضاف بقوله ..على أنه للأسف وصلنا إلى نوع جديد من المسؤولين “مَعَرْفينْش” أو “مفاهمينش” أو “مَفديهُمْشْ” يمارسون التدبير بمنطق الكذب، و لن نقبل بذلك .
والسيدة المندوبة، يضيف نفس المتحدث، لا تدري ولا تفقه شيئا، ومسارها نعرفه جيّدا واليوم نحن بدأنا المعركة، وتعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية بمثابة إشارة لمن يهمهم الأمر، على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني، والمعركة سننقلها إلى أمكنة أخرى.
ويجب على المندوبة أن تعرف على أن مواجهة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، ليست بالمواجهة السهلة “وحْنا مَاشي سَاهْلينْ باش نَتْمَضْغوا ” وإذا لم يتم الاستجابة لمطلبنا، سننزل بكل ثقلنا جهويا ووطنيا .
وفي نفس السياق دائما، حمّل نفس المتحدث، المديرة الجهوية المسؤولية فيما وقع، واتهمها في كونها تشتغل مع طرف دون آخر، وبمنطق سياسي صرف، وهو منطق لن يقبله؛ لأنه لا يمكن للمواطن في الجهة بأن يصبح ضحية سياسات، واعتبر بان قطاع الصحة بالجهة “كيْتْوَفَى” في ظل غياب البدائل والاستراتجيات.
واختتم الكاتب الجهوي تصريحه بأنه إذا كان لدينا عقولا مسئولة في هذا البلد، بأن يتفهموا ما يقع ،و يعرفوا بأنه عندنا مندوبة بإقليم مديونة غير مسؤولة، وأشار لوجود Medecin chef بالإقليم، يضيق الخناق على العمل النقابي للأطباء،وطلب منه بضرورة الابتعاد حتى لا يتم إحراجه بنشر غسيل ملفاته أمام العلن.