منذ فجر الحضارات، شكّل الذهب رمزًا للثروة و القوة و الجمال، فكان محط أنظار الملوك و النبلاء، و مصدر فخر للأمم التي إمتلكته.
و لم يقتصر دوره على الزينة و صناعة الحلي، بل سرعان ما تبوأ مكانة مركزية في الإقتصاد و التجارة، ليصبح أحد أهم الأصول التي تحدد إستقرار الدول و إزدهارها.
فيما إستخدمت الحضارات القديمة، مثل الفراعنة في مصر و المايا في أمريكا الوسطى، الذهب في طقوسهم الدينية و معاملاتهم التجارية.
و مع مرور الزمن، تطور دوره ليصبح قاعدة للأنظمة النقدية، كما حدث في “نظام الذهب” الذي ربط قيمة العملات بإحتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية، مما أضفى إستقرارًا على الإقتصاد العالمي لفترة طويلة.
و في العصر الحديث، و رغم تخلي معظم الدول عن معيار الذهب، لا يزال هذا المعدن النفيس يلعب دوراً حيوياً في الأسواق المالية العالمية. فهو يُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات، إذ يلجؤون إليه عند تذبذب الأسواق أو تصاعد التوترات الجيوسياسية، لما يتمتع به من إستقرار نسبي مقارنة بالعملات و الأسهم.
و تتغير أسعار الذهب بشكل يومي بفعل عدة عوامل، أبرزها العرض و الطلب، أسعار الفائدة، مستويات التضخم، و السياسات الإقتصادية العالمية.
كما أن إحتياطات الذهب التي تمتلكها البنوك المركزية ما زالت تُعد مؤشراً على قوة الإقتصاد الوطني، و تستخدم كأداة لتعزيز الثقة في العملة المحلية.
و مع تنامي الأزمات الإقتصادية و المالية، و تزايد عدم اليقين في الأسواق، يعود الذهب إلى الواجهة مرة أخرى، ليس فقط كمجوهرات تُزيّن الأعناق و المعاصم، بل كخيار إستراتيجي في إدارة الثروات و حماية المدخرات.